فعلام تعتب مستهاما، كلّ ما «١» ... في الكون عاذره على هيمانه «٢»
دع عنك لومي إنني لك ناصح ... أبدى الجمال العذر عن هيمانه
وإذا الفتى قام الجمال بعذره ... في الحبّ فاتركه وثني عنانه
من سام قلبي في هواه سلوة ... قد سامه ما ليس في إمكانه
وقال في الغرض المذكور»
: [البسيط]
يا للرّجال، ألا حبّ يساعدني ... في ذا الغرام فأبكيه ويبكيني؟ «٤»
غلبت فيه وما أجدت مغالبتي ... وهنت والصّبّ أولى الناس بالهون
ركبت لجّته وحدي فأدهشني ... ومتّ «٥» في يده فردا فدلّوني «٦»
واضيعة العمر والبلوى مضاعفة ... ما بين يأس وآمال ترجّيني «٧»
والهف نفسي إن أودت وما ظفرت ... في ذا الهوى بتمنّ أو بتأمين
فليت «٨» شعري وعمري ينقضي طمعا ... في ذا الهوى «٩» بين مغلوب ومغبون
هل الألى «١٠» ملكوا رقيّ وقد علموا ... بذلّتي «١١» وافتقاري أن يواسوني؟
فكم أكفكف دمعي بعدهم وأرى ... مجدّدا نار يأسي وهي تبليني
وكم أمرّ على الأطلال أندبها ... وبالمنازل من خيف ودارين
وفي الفؤاد لهم ما ليس يعلمه ... هم، علمهم بالحال يكفيني
أهمي المدامع كي أروى فتعطشني ... وألزم الذّكر للسّلوى فيشجيني
وكلّ من لمحت عيني أسائله ... عنهم فيغري بهم قلبي ويغريني
يا أهل نجد وفخري «١٢» أن أحبّكم ... لا أطلب الوصل عزّ الحبّ يغنيني
هل للهوى «١٣» من سبيل للمنى فلقد ... عزّت أمانيه في الدّنيا وفي الدّين