للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: (أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) :

إن قيل: لم قيل: أشد قسوة وفعل القسوة مما يخرج منه أفعل التفضيل وفعل التعجب؟.

فيه جوابان: أحدهما: أنه أبين وأدل على فرط القسوة.

الثانى: أن لا يقصد معنى الأقسى، ولكن قصد وصف القسوة بالشدة، كأنه قيل: اشتدت قسوة الحجارة، وقلوبهم أشد قسوة.

ولم يقل هي أشد قسوة؛ لأن معناه وضح.

وقوله: (أَوْ أَشَدُّ) : هي كـ " أو " في قوله تعالى: (أَوْ كَصَيِّبٍ) ، وقد قالوا فيها هناك أربعة أوجه:

أحدها: أنها للشك، وهو راجع إلى الناظر في حال المنافقين، فلا يدرى أيشبههم بالمستوقد أو بأصحاب الصيب، كقوله: (إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) أي: يشك الرائى لهم في مقدار عددهم.

والثاني: أنها للتخيير، أي: شبهوهم بأي القبيلتين شئتم.

والثالث: أنها للإباحة.

والرابع: أنها للإبهام، أي: بعض الناس يشبههم بالمستوقد، وبعضهم بأصحاب الصيب.

قوله: (يَشَّقَّقُ) :

أصله: (يتشقق "، فقلبت التاء شينًا وأدغمت، في الشين.

<<  <   >  >>