(شديدًا إلى) العلم (الآخر) وهو: الميل الأخضر بفناء المسجد حذاء دار العباس (ثم يمشي ويرقى المروة، ويقول ما قاله في الصفا ثم ينزل) من المروة (فيمشي في موضع مشيه، ويسعى في موضع سعيه إلى الصفا يفعل ذلك) أي: ما ذكر من المشي والسعي (سبعًا: ذهابه سعية، ورجوعه سعية) يفتتح بالصفا، ويختم بالمروة (٣٤)،
(٣٤) مسألة: طريقة السعي بين الصفا والمروة: أنه إذا فرغ من التكبير والدعاء الذي يقوله إذا اعتلى الصفا: فإنه ينزل من الصفا ماشيًا أو راكبًا، فإذا وصل إلى العَلَم الأخضر الأول: فيُستحب للرجل الماشي أن يُهرول قليلًا، فإذا وصل إلى العَلَم الأخضر الثاني: يترك الهرولة، ويمشي مشيًا عاديًا إلى أن يصل إلى المروة - وهو: جبل صغير مقابل للصفا -، فإذا صعد عليه استحب أن يفعل ويقول مثل ما فعل وقال عندما صعد الصفا، ثم ينزل من المروة ماشيًا فإذا وصل إلى العَلَم الأخضر: فإنه يُهرول قليلًا، فإذا وصل إلى العلم الأخضر الآخر يمشي، ويستمر في ذلك حتى يصل إلى أول الصفا، وهكذا يفعل في ستة الأشواط الباقية، فتكون سبعة: ذهابه من الصفا إلى المروة يُعتبر شوطًا واحدًا، ورجوعه من المروة إلى الصفا يُعتبر شوطًا واحدًا، فيكون مُفتتحًا سعيه بالصفا، ومُختتمًا له بالمروة؛ للسنة الفعلية؛ حيث إنه ﷺ قد فعل ذلك، فإن قلتَ: لمَ شُرع السعي، وشرع الركض بين العلمين؟ قلتُ: للتذكير بعظمة الله وقدرته على صنع المعجزات؛ حيث إن قصة ذلك: أن إبراهيم قد ترك إسماعيل وأمه بين الصفا والمروة، ففرغ ما عندهما من طعام وشراب، فجعل إسماعيل يبكي من شدة العطش وهو طفل، فبدأت أمه تدور بين الصفا والمروة لعلها ترى أحدًا يُنقذها، سبع مرات، وكانت كلما مرت من عند ولدها أسرعت في المشي - وهو: هذا الذي بين العَلَمَين - فنزل جبريل بأمر من الله فضرب برجله الأرض فنبع الماء - وهو المعروف بماء زمزم - فشربت أم إسماعيل فدرَّ لبنها فأرضعت ولدها، وسُمِّي جبل الصفا بهذا: لصلابة وقوة حجارته، وسمي =