ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" متفق عليه (٩)(أجنبية)؛ لأن ولدها يكون أنجب، ولأنه لا يأمن الطلاق فيفضي مع القرابة إلى قطيعة الرحم (١٠)(بكر)؛
(٩) مسألة: يُستحب أن يتزوج الشخص ذات الدين والتقوى؛ للسنة القولية: حيث قال ﷺ: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" حيث إن الشارع قد أمر بنكاح ذات الدِّين وهذا الأمر للاستحباب، والصارف من الوجوب إلى الاستحباب المصلحة: حيث إن الزوجة المتدينة ستعين زوجها في دينه ودنياه، فإن اعوَّج في دينه نصحته حتى يعتدل، وإن أصابه الفقر أو المرض صبرت عليه وهي التي تسره إن نظر، وتطيعه إذا أمر، وتحفظه في عرضها وماله إن غاب كما قال ﵇: "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة إن أمرها، أطاعته وإن نظر إليها أسرّته، وإن غاب عنها حفظته في ماله وعرضها" فهذا سبب عزّ الزوج في الدنيا والآخرة بخلاف غير المتدينة: فإنها لا تفعل شيئًا من ذلك إلا إذا رأت أن مصلحتها تقتضي ذلك؛ لذلك قال ﷺ: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" يقصد: ففز بالمتدينة تعزُّك وترفعك بمشيئة الله تعالى، وإلا: ستكون يداك في التراب لاصقتان به من شدَّة العمل والكدح والذل الذي يكون سببه هو المرأة غير المتدينة، فيكون لفظ "تربت يداك" فيه حث للرجل على البحث عن تلك المرأة المتدينة.
(١٠) مسألة: يستحب أن يتزوج الرجل أجنبية عنه: بأن لا تكون من بنات أعمامه أو عماته، أو بنات أخواله أو خالاته؛ للمصلحة: وهي من وجهين: أولهما: أن الأجنبية أكثر إنجابًا للأولاد عادة، ويكونوا نجباء أذكياء عادة؛ لذلك نُقل عن عمر ﵁ أنه قال: "أغربوا ولا تضووا" يعني تزوجوا الغريبة حتى تكون أكثر إنجابًا؛ لئلا تضووا ويقل عددكم أو لئلا تقل أجسام أولادكم، وقيل: "الغريبة أنجب" يُقصد أن يكون أولادها نجباء، أذكياء ثانيهما: الحرص على صلة الرحم؛ حيث إن الزواج قد لا ينجح ويحصل، طلاق، فإذا حصل ذلك: فإنه =