للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أذنيه)؛ لأنه أرفع للصوت (١٧) (غير مستدير) فلا يُزيل قدميه في منارة ولا غيرها (١٨) (مُلتفتًا في الحيعلة يمينًا وشمالًا) أي: يُسنُّ: أن يلتفت يمينًا لـ "حي على الصلاة"، وشمالًا لـ "حي على الفلاح" (١٩) ويرفع وجهه إلى السماء فيه كله؛ لأنه حقيقة التوحيد (٢٠) (قائلًا بعدهما) أي: يُسنُّ أن يقول - بعد الحيعلتين - (في أذان الصبح)، ولو أذن قبل الفجر: (الصلاة خير من النوم مرتين)؛ لحديث أبي

(١٧) مسألة: يُستحب أن يجعل - أثناء أذانه - طرفي إصبعيه السَّبَّابتين داخل أذنيه؛ للسنة التقريرية؛ حيث كان بلال يفعل ذلك، وأقره عليه ، فإن قلتَ: لِمَ استُحب ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن ذلك أرفع لصوته، وأقل إزعاجًا لنفسه، ولإعلام الآخرين الذين لا يسمعونه بأنه يقوم بالأذان؛ لأن هذه الحالة لا تكون عادة إلا للمؤذن.

(١٨) مسألة: يُستحب أن لا يستدير أثناء أذانه: فلا يدور على نفسه، بأن يُحرك قدميه عن الأرض؛ للسنة التقريرية؛ حيث إن بلالًا كان لا يفعل ذلك، وأقره عليه النبي ، فإن قلتَ: لِمَ اسْتُحب ذلك؟ قلتُ: لأنه يلزم من ذلك أن يستدبر القبلة أشرف الجهات.

(١٩) مسألة: يُستحب أن يلتفت المؤذن عن يمينه قليلًا برأسه وعنقه فقط عند قوله: "حي على الصلاة"، وأن يلتفت عن يساره عند قوله: "حي على الفلاح" والمراد: هلموا وتعالوا إلى الصلاة التي هي خير مما أنتم فيه من دنيا؛ حيث إنها سبب الفلاح في الدارين؛ للسنة التقريرية؛ حيث إن بلالًا كان يفعل ذلك، واقره ، فإن قلتَ: لِمَ استُحب ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن ذلك فيه إسماع لمن في الجهتين بهذا الخطاب الداعي لهم.

(٢٠) مسألة: يُستحب أن يرفع المؤذن والمقيم وجهه إلى السماء قليلًا أثناء ذلك؛ للمصلحة؛ حيث إن جمل الأذان والإقامة مشتملة على التوحيد والعقيدة، فناسب رفع الوجه إلى من تخصُّه تلك الكلمات؛ إقرارًا بعلوه سبحانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>