للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"قد قامت الصلاة" قال السامع: "أقامها الله وأدامها"، (٤٠) وكذا: يُستحب للمؤذن والمقيم إجابة أنفسهما؛ للجمع بين ثواب الأذان والإجابة (٤١) (و) يسنُّ (قوله) أي:

= " إذا قال المؤذن: حي على الصلاة حي على الفلاح فقال أحدكم: لا حول ولا قوة إلا بالله .. من قلبه: دخل الجنة"، فإن قلتَ: لِمَ استُحب ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن الأذان ذكر لله، وتأكيد للتوحيد، فقول السامع كما يقول المؤذن مشاركة له في ذلك، واستحبَّت الحوقلة عند قول المؤذن: "حي على الصلاة حي على الفلاح"؛ لأنهما نداء للغائبين، وهو قد سمع، فيقولها ليُقرَّ بالعجز عن التحول عما هو فيه إلى الصلاة إلا بتوفيق من الله تعالى، فهي كلمة استعانة وكنز من كنوز الجنة، تنبيه: لا يوجد دليل على قول السامع: "صدقت وبررت" عند قول المؤذن: "الصلاة خير من النوم" فلذاك يقولها السامع كما قالها المؤذن؛ لعموم الحديث السابق، فإن قلت: لِمَ سميت عبارة: "الصلاة خير من النوم" بالتثويب؟ قلتُ: لأنه مأخوذ من "ثاب" "يثوب" أي: رجع وعاد - كما في اللسان (١/ ٢٤٣)؛ حيث إن المؤذن رجع إلى الدعاء إلى الصلاة بقول: "الصلاة خير من النوم" بعد أن دعا لها بالحيعلة.

(٤٠) مسألة: لا يشرع للسامع للإقامة متابعته، ولا أن يقول شيئًا إذا فرغ منها؛ للاستصحاب؛ حيث إنه وردت متابعة المؤذن - كما سبق - ولم يرد شيء في الشرع عن متابعة المقيم، فيبقى على النفي الأصلي فإن قلتَ: لم لا تشرع المتابعة للمقيم، وشُرعت متابعة المؤذن؟ قلتُ: لأن الإقامة يشرع فيها الحدر والإسراع - كما سبق - فيشق على السامع متابعته، بخلاف الأذان فتستحب متابعته؛ لمشروعية التمهل والترسل فيه فيقدر على المتابعة بيسر تنبيه: قوله: يقول السامع للإقامة: "أقامها الله وأدامها" لم أجد دليلا قويا على ذلك.

(٤١) مسألة: يُستحب للمؤذن أن يتابع نفسه؛ فإذا قال - مثلا -: "الله أكبر" جهرًا قال هو سرًا: "الله أكبر" وهكذا؛ أما المقيم فلا يتابع نفسه للمصلحة؛ حيث إن ذلك فيه جمع بين فعله للأذان وبين الإجابة، فيتحصل على الأجرين معًا لا =

<<  <  ج: ص:  >  >>