قول المؤذن وسامعه (بعد فراغه: اللهم) أصله: يا الله - والميم بدل من ياء قاله الخليل وسيبويه (ربَّ هذه الدعوة) - بفتح الدال - أي: دعوة الأذان (التَّامَّة) أي: الكاملة السالمة من نقص يتطرق إليها (والصلاة القائمة) أي: التي ستقوم وتفعل بصفاتها (آتِ محمدًا الوسيلة) منزلة في الجنة (والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته) أي: الشفاعة العظمى في موقف القيامة؛ لأنه يحمده فيه الأولون والآخرون، ثم يدعو، (٤٢) ويحرُم خروج من وجبت عليه الصلاة بعد الأذان في
= سيما وأنه يستحب الترسل فيه، أما متابعة المقيم لنفسه: ففيها مشقة مع استحباب الحدر والإسراع فيها؛ إذ لا يجتمعان.
(٤٢) مسألة: يُستحب أن يقول المؤذن والسامع عند الفراغ من الأذان: "اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته" ثم يقول: "رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا ورسولًا" ثم يدعو بما شاء بين الأذان والإقامة؛ للسنة القولية؛ وهي من وجوه: أولها: قوله ﷺ: "من قال حين يسمع النداء: "اللهم رب هذه الدعوة … " حلَّت له شفاعتي"، ثانيها: قوله: "الدعاء لا يرد بين الآذان والإقامة" ثالثها: قوله: "من قال حين يسمع النداء: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد ﷺ رسولًا: غفر له ذنبه" فإن قلتَ: لِمَ اسْتُحب ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن القائل لها يتحصَّل بسبب ذلك على الأجر والثواب وإجابة الدعوة: فيسأل الله بهذه الصلاة التامة أن يأتي محمدًا الوسيلة والمنزلة العالية في الجنة فوق رتبة الصالحين من خلقه، وأن يبعثه المقام الذي وعده به بقوله:"ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودًا" وهي الشفاعة العظمى المختصة بنبينا ﷺ حين يشفع بأهل الموقف بعد ما يستشفعون بآدم، ثم نوح، ثم موسى، ثم عيسى، ثم محمد ﷺ فيقول نبينا ﷺ:"أنا لها"، فإن قلتَ: لِمَ سمي بالمقام المحمود؟ قلتُ: لأنه يحمده الأولون =