للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفضل) وتحصل فضيلة التعجيل بالتأهب أول الوقت (إلا في شدَّة حر) فيستحب

= الظل الذي زالت عليه الشمس - وبيان ذلك: أن الشمس إذا طلعت فإنه يكون لكل شيء مرتفع ظله إلى ناحية المغرب، وكلما ارتفعت الشمس إلى السماء: نقص هذا الظل حتى تكون الشمس في وسط وكبد السماء، وحينئذ لا يكون للشاخص ظل، فإذا بدأت تميل الشمس إلى الغروب: فهذا هو فيء الزوال - وهو بقدر شرك النَّعل، وهو أحد سيور النعل - وهو مقدر بخمس دقائق تقريبًا تحسب بعد ميلان الشمس إلى جهة المغرب - ومن بعد هذه الدقائق يبدأ وقت صلاة الظهر، ويستمر هذا الوقت إلى أن يكون ظل الشيء الشاخص مثله، أي: يكون ظلُّك طولك من جهة الشرق إذا وقفت، فيبدأ حينئذ دخول وقت العصر؛ للسنة القولية؛ حيث قال : "أمني جبريل عند البيت مرَّتين فصلى بي الظهر في المرة الأولى حين زالت الشمس، والفيء مثل الشراك، ثم صلى بي في المرة الأخيرة حين صار ظل كل شيء مثله وقال: الوقت ما بين هذين" حيث دل منطوقه على أن وقت صلاة الظهر ما وصفنا، ودل مفهوم الزمان: على أنها لا تصلى قبله ولا بعده بدون عذر، فإن قلتَ: لم وجبت صلاة الظهر في هذا الوقت؟ قلتُ: لشكر الله تعالى على زوال الشمس وتحركها زوالًا وتحركًا بطيئًا، حيث إن ذلك آية عظيمة، ولأنه وقت صلاة إبراهيم كما سبق، فإن قلتَ: لِمَ سميت بصلاة الظهر؟ قلتُ: لكون وقتها أظهر الأوقات؛ لوقوعها في وسط النهار، فإن قلتَ: لم سميت بالصلاة الأولى؟ قلتُ: لأن جبريل بدأ بها حين أمَّ النبي ، وبدأ بها النبي حين أمَّ أصحابه لتعليمهم الصلوات والمواقيت، فإن قلتَ: لِمَ لا تصلى بعد ميلان الشمس مباشرة؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إنا بذلك نبتعد عن وقوف الشمس في كبد السماء وهو وقت تسعير النار، وهو من الأوقات المنهي عن الصلاة فيها كما سيأتي، تنبيه: يختلف الظل باختلاف الصيف والشتاء وجميع الأزمنة والأمكنة لذلك لم يُحدِّد العلماء طول الظل، ولا قصره؛ ومستند: ذلك التلازم.

<<  <  ج: ص:  >  >>