للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السجدتين (رب اغفر لي) الواجب: مرة، والكمال: ثلاث (٦٩) (ويسجد) السجدة (الثانية كالأولى) فيما تقدَّم من التكبير والتسبيح وغيرهما (٧٠) (ثم يرفع) من

- إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي قاعدًا ثانيهما: قول عائشة: "كان يفرش رجله اليُسرى وينصب اليُمنى" ويلزم من ذلك فعله لوصف تلك الجلسة السابقة، فإن قلتَ: لِمَ يرفع مكبرًا، ولِمَ كان ذلك ركنًا؟ قلتُ: لأن الرفع من السجود فيه بعض العظمة التي قد يراها بعض الناس لنفسه، فيُكبِّر الله هنا؛ ليتذكر أن الله أكبر منه، ومن كل شيء فيتذلل له، فإن قلتَ: لِمَ استُحبت تلك الجلسة؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن هذه الجلسة هي المناسبة لجلسة يتعبد الله بها؛ حيث إنها تؤدي إلى الاطمئنان، بخلاف ما لو جلس على صفة الإقعاء: فإنها تشق عليه، وليست جلسة عبادة.

(٦٩) مسألة: يجب أن يقول في أثناء جلوسه: "رب اغفر لي" مرة واحدة، وإن زادها ثانية فهو أفضل، وإن زادها ثالثة: فهو أدنى الكمال، ويُكثر الإمام من قول ذلك كما سبق في مسألة (٥٢)، وإن دعا بعد ذلك: فمستحب؛ للسنة الفعلية وهي من وجهين: أولهما: قول حذيفة: "كان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي" وكان يواظب على ذلك، ثانيهما: قول ابن عباس: "كان يقول بين السجدتين: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني" فإن قلتَ: لِمَ يقول ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن المصلي لما ركع وسجد وتذلل له، وسبَّحه ناسب أن يدعوه بهذا، لتكون الاستجابة قريبة، فإن قلتَ: لِمَ استُحبت الزيادة والدعاء؟ قلتُ: لما ذكرناه في الركوع والسجود - في مسألتي: (٥٢ و ٦٧) -.

(٧٠) مسألة: بعد فراغه من قوله: "رب اغفر لي" - وهو جالس - يسجد السجدة الثانية، ويفعل ويقول فيها كما فعل وقال في السجدة الأولى من التكبير =

<<  <  ج: ص:  >  >>