للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضحكة معروفة (ككلام)، فإن قال: "قه قه": فالأظهر أنها تبطل به وإن لم يبن حرفان، ذكر في "المغني" وقدَّمه الأكثر قاله في "المبدع"، ولا تفسد بالتبسُّم (٢٨)، (وإن نفخ) فبان حرفان: بطلت (أو انتحب) بأن رفع صوته بالبكاء (من غير خشية الله تعالى) فبان حرفان: بطلت؛ لأنه من جنس كلام الآدميين، لكن إن غلب صاحبه:

التحريم والفساد، ويلزم: استحباب ردِّه بالكلام بعد السلام، الثانية: التلازم؛ حيث إن الحركة بمدِّ اليد للمصافحة في الصلاة يسيرة فيلزم صحة الصلاة؛ لأن الحركة اليسيرة لا تبطل الصلاة - كما سبق -، فإن قلتَ: لمَ شرع هذا؟ قلتُ: لزيادة الألفة والمحبة بين المسلمين، فإن قلتَ: لمَ تبطل برد السلام بالكلام؟ قلتُ: لأنه كلام ليس من جنس الصلاة فيبطلها. فإن قلتَ: لمَ لا يسجد للسهو عند إشارته، أو مصافحته؟ قلتُ: لعدم وجود سببه من زيادة أو نقصان أو شك.

(٢٨) مسألة: إذا تبسَّم في صلاته: فصلاته صحيحة، ولا يسجد للسهو لأجله، ولكن إذا ضحك ضحكة ظهر لها صوت - وهو المسمى بالقهقهة -: فصلاته باطلة؛ للسنة القولية؛ حيث قال : "إن الله أحدث من أمره أن لا تتكلموا في الصلاة" حيث نهى عن الكلام، وهذا النهي مطلق فيقتضي التحريم والفساد، والكلام يطلق على ما اجتمع فيه ظهور صوت وحروف ولو قلَّت، وهذا شامل للقهقهة، فتكون مبطلة للصلاة، ودلَّ مفهوم الصفة منه على أن التبسُّم لا يبطل الصلاة؛ لأنه لا يوصف بأنه كلام، فإن قلتَ: لمَ التبسُّم لا يُبطلها، والقهقهة تبطلها؟ قلتُ: لأن التبسُّم لا يخلو منه أحد فلو بطلت صلاة كل متبسِّم: للحق أكثر الناس الضيقُ والحرج لكثرة ما يقع؛ بخلاف القهقهة فهو نادر، ولا يصدر إلا من شخص قد استخفَّ بالعبادات، فإن قلتَ: لمَ لا يسجد للسهو للتبسُّم؟ قلتُ: لعدم وجود سببه من زيادة أو نقصان أو شك، ولكثرة وقوعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>