وأما البخاري: فأخرجه عن عبد اللَّه بن يوسف، عن مالك.
وأما أبو داود: فأخرجه: عن مسدد، عن حماد، عن أيوب، عن نافع.
وأخرجه القعنبي، عن مالك، بإسناد، قال:"كان الرجال والنساء يتوضئون في زمان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال مسدد -من الإناء الواحد".
وأخرجه أيضًا عن مسدد، عن يحيى بن عبد اللَّه [عن عبيد اللَّه](١)، عن نافع، عن ابن عمر قال:"كنا نتوضأ نحن والنساء من إناء واحد، على عهد رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ندلي فيه أيدينا".
وأما النسائي: فأخرجه عن هارون بن عبد اللَّه، عن معن، عن مالك، بالإسناد واللفظ.
"فعلت الشيء على عهد فلان": أي في أيامه وزمانه.
و"ندلي في أيدينا": أي نحطها فيه ونرسلها، من قولك:
أَدْلَيْتُ الدلو ودَلَّيْتُهَا، إذا أرسلتها في البئر، فأمَّا "دَلَوْتُهَا" فإذا نَزَعْتَهَا، فيجوز أن يكون قوله "ندلي" مشدَّدًا من دَلَّى، ومخفَّفًا من أَدْلَى.
وفي هذا الحديث: بيان أعم من الحديثين اللذَيْنِ قبله، فإن ذينك الحديثين دلاّ على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ هو وعائشة، وهو وميمونة، من إناء واحد، ولعل ذلك خاص بالنبى - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه.
وأما هذا الحديث فلا يحتمل التأويل، حيث قال: كان الرجال والنساء مطلقا غير مقيد، ولفظة "نحن" بعد "نتوضأ" مؤكدة للضمير المستتر فيه، كما سبق في حديث عائشة.
(١) ما بين المعقوفتين، سقط من الأصل والاستدراك من السنن. وكذا أخرجه أحمد (٢/ ١٠٣)، وابن خزيمة (١٢١،١٢٠).