للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-وهو بالغلط أولى (١) - قال: وهذا الصنف من النخيل رأيته بالبادية، وهو ينبت من النخل في الأرض تقرب ماؤها، فرسخت عروقها في الماء واستغنت عن ماء السماء والسيول وغيرها من الأنهار، يقال: قد استعبل النخل.

وقال الجوهري: قال أبو عمرو: البعل والعدْي واحد، وهو ما سقته السماء.

وقال الربيع: قال الشافعي: البعل الذي بلغت عروقه الماء.

والعَثَرِي -بفتح العين، وفتح الثاء المثلثة، وكسر الراء، وتشديد الياء: العذي من المزروعات التي لا يسقيها إلا ماء المطر.

والعشور: جمع عشر، والمراد: ففي كل ما بلغ النصاب العشر.

والنضح: أراد به هاهنا: الاستقاء.

والناضح: البعير الذي يستقي عليه، يقولون: فلان يسقي نخيله بالنضح، وهو مصدر نضحت أنضح نضحًا، وهو في الأصل الماء القليل، وهو الشرب دون الري هذا الأصل، فكان مما يسقى بالاستقاء يكون شربه قليلاً، خلاف ما يشرب من الأنهار والعيون.

والسواني: جمع سانية وهو ما يستقى عليه من الإبل والبقر، تقول منه: سنا سنوا إذا استقى.

وهذا الحديث: مسوق لبيان المقدار الذي تجب فيه الزكاة منها.

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه-: أخبرنا عبد الله بن نافع، عن محمد ابن صالح التمار، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن عتاب بن أسيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في زكاة الكرم: "يخرص كما يخرص النخل ثم تؤدى زكاته زبيبا، كما تؤدى زكاة النخل تمرًا".


(١) راجع اللسان مادة: (بعل) ففيه بحث هام حول هذا المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>