للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله، كيف ترى في حريسة الجبل (١)؟ قال: "فيها غرامتها ومثلها معها وجلدات نكال" وذكر الثمر المعلق بقريب من هذا المعنى.

قال الشافعي: فإن كان حديث عمرو يكون حجة، فالذي يروي الحجة عليه في غير حكم، وإن كان حديث عمرو غير حجة فالحجة بغير حجة جهل، روى في حديث عمرو أنه سئل عن الثمر المعلق فقال: غرامته ومثله معه وجلدت نكال، فإذا آواه الجرين ففيه القطع، وهو يقول: غرامته فقط وليس مثله معه، وتقول: لا يقطع فيه إذا آواه الجرين رطبًا.

وروى في ضالة الإبل: "غرامتها ومثلها معها"، وتقول: غرامتها وحده (٢) بقيمة واحدة لا مضاعفة.

وروى في اللقطة: "يعرفها فإن جاء صاحبها وإلا فشأنه بها"، وهو يقول: إذا كان موسرًا لم يكن له أن يأكلها ويتصدق بها، فخالف حديث عمرو الذي رواه في أحكام [اللقطة] (٣) واحتج منه بشيء واحد، إنما هو توهم، يشبه أن يكون أراد به ما يوجد من أموال الجاهلية، ظاهرًا فوق الأرض في الطريق غير الميتاء والقرية غير المسكونة، فقال: "فيه وفي الركاز الخمس".

...


(١) قال المصنف في "النهاية" (١/ ٣٦٧): يقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحها: حريسة.
(٢) في "المعرفة" [وحدها].
(٣) من "المعرفة".

<<  <  ج: ص:  >  >>