للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزاد في حديث علي بن مسهر، عن عبيد اللَّه: "إن الذي يأكل ويشرب في آنية الذهب والفضة"، وليس في حديث واحد منهم ذكر "الأكل" و"الذهب"، إلا في حديث ابن مسهر وله في أخرى: عن أبي معن زيد بن يزيد الرقاشي، عن أبي عاصم عن عثمان بن مُرَّة، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، عن خالته أم سلمة قالت: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: "من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه نارًا من جهنم". وفي الباب عن حذيفة، والبراء بن عازب، وعائشة، وأنس بن مالك، وابن عمر.

"الذي": اسم مبهم معرفة ناقص، يحتاج إلى صلة وعائد، تقول: الذي أبُوه منطلق زيد، "فالذي" مبتدأ، و"أبوه منطلق" جملة من مبتدأ وخبر، والهاء في أبيه عائدة إلى "الذي"، وهذه الجملة صلة "الذي"، وزيد خبر المبتدأ الذي و"الذي".

و"الجرجرة": صوت يردده البعير في جوفه، وهو بعير جرْجار.

وقيل: هو صوت وقوع الماء في الجوف، وقيل: هو تردده فيه.

والمراد بالجرجرة هاهنا: انحدار الماء في الحلق والجوف؛ يجعل للشرب جرجرة.

و"البطن": خلاف الظهر وهو مذكر.

وحكى أبو حاتم، عن أبي عبيدة أنَّ تأنيثه لغة.

"والنار": مؤنثة والألف فيها منقلبة عن الواو، بدليل تصغيرها: نُوَيْرَة.

و"جهنم": اسم عام لنار الدار الآخرة، وهو اسْمٌ مُلْحَقٌ بالخماسي، بتشديد النون، ولا ينصرف للتعريف والتأنيث، ويقال: إن اشتقاقها من قولهم: ركية جِهِنَّام -بكسر الجيم والهاء- أي: بعيدة القعر، وقيل: إنها فارسية معربة.

وقد شبه النبي - صلى الله عليه وسلم - شرب الماء في آنية الذهب والفضة بابتلاع النار، ثم لم

<<  <  ج: ص:  >  >>