للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في موضع رفع لأنه فاعل، محل التقدير: لا يحل لها السفر.

والهاء في "مسيرة يوم" للمرة الواحدة من المسير، التقدير: أن تسافر مرة واحدة مخصوصة بيوم وليلة، فإن الأصل فيه سار يسير سيرًا ومسيرًا فهو سائر، فالمصدر بغيرها.

ومثله قوله - صلى الله عليه وسلم -: "نُصِرْتُ بالرعب مسيرة شهر".

ومحرم المرأة: من لا يجوز له نكاحها من الأقارب كالأب والابن والأخ ومن يجري مجراهم، تقول: هو ذو رحم محرم، هي ذات رحم محرم.

وأخبرنا الشافعي (رضي الله عنه): أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي معبد، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يقول: "لا يخلون رجل بامرأة، ولا يحل لامرأة أن تسافر إلا ومعها ذو محرم" فقام رجل فقال: يا رسول الله، إني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، وإن امرأتي انطلقت حاجة، فقال: "انطلق فاحجج بامرأتك".

هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم.

فأما البخاري (١): فأخرجه عن قتيبة، عن سفيان.

وعن أبي النعمان، عن حماد بن زيد كلاهما عن عمرو بن دينار.

وأما مسلم (٢): فأخرجه عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، عن سفيان.

خلا يخلو خلوًا فهو خالٍ، وخلوت به خلوة وخلاء، وخلوت إليه إذا اجتمعت معه منفردًا.

والباء في قوله: "بامرأة" للتسبب أي صار منفردًا بها وبسببها.

وقول: "اكتتبت" أي كُتب اسمي في جملة من يغزو، ومنه قول الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} (٣) أي فُرِض.


(١) البخاري (٣٠٠٦، ١٨٦٢).
(٢) مسلم (١٣٤١).
(٣) (البقرة: ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>