للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: مهل أهل المدينة من ذي الحليفة وذكر الحديث، ولم يذكر أهل المغرب.

وفي أخرى عن إسحاق بن إبراهيم، عن روح بن عبادة، عن ابن جريج وذكر تمام إسناد الرواية إلى قوله: يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -. ولم يذكر لفظ الحديث.

قوله: "فقال: سمعته" من كلام أبي الزبير، والهاء في "سمعته" راجعة إلى جابر.

وقوله: "ثم انتهى" من كلام ابن جريج يريد أن أبا الزبير انتهى في الإسناد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وكذلك قوله: "أراه يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -" والهاء عائدة إلى جابر، والقول لأبي الزبير، ويوضح ذلك ما جاء في رواية مسلم فإنه قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن المهل، فقال: -يعني أبا الزبير- سمعت -أحسبه

يعني جابرًا- رفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله في رواية الشافعي: "وأهل المغرب" معطوف على أهل المدينة، التقدير يهل أهل المدينة وأهل المغرب إذا مروا في الطريق الآخر من الجحفة.

وهذه المواقيت منصوصة من قِبَل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما ذات عرق فقد اختلف فيه

هل هو منصوص أو لا؟:

فالذي ذهب إليه الشافعي: أنه غير منصوص.

وقال جماعة من أصحابه: هو منصوص.

هكذا حكاه ابن الصباغ وأبو إسحاق في الشامل والمهذب.

وقال إمام الحرمين: الذي صحّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المواقيت: هو ذو الحليفة، والجحفة، وقرن، ويلملم، ولم يصحَّ عنه توصيف ميقات لأهل المشرق، حسب صحة سائر الموقيت.

قال: وما يُروى في ذلك فليس بمعوّل عليه، وإنما التعويل على أن عمر بن الخطاب وقّته لأهل المشرق بالاجتهاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>