للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشافعي: وبهذا كله نأخذ.

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا ابن عيينة، أخبرنا مخارق، عن طارق بن شهاب قال: "خرجنا حجاجًا فأوطأ رجل منا -يقال له: أربد- ضبًّا ففزر (١) ظهره، فقدمنا على عمر فسأله أربد، فقال عمر: احكم يا أربد فيه، فقال: أنت خير مني يا أمير المؤمنين وأعلم، فقال عمر: إنما أمرتك أن تحكم فيه ولم آمرك أن تزكيني، فقال أربد: أرى فيه جديًا قد جمع الماء والشجر، فقال عمر: فذاك فيه".

تقول: وطئت الشيء أطؤه وطأ: إذا دسته، وأوطأت دابتي فلانًا: إذا جعلتها تطؤه، فكأنه أراد أنه أوطأ بعيره ضبًّا فشق ظهره.

والفزر: القطع والشق.

والتزكية: المدح والإطراء، والأصل فيه: التطهير والزيادة.

وقوله: قد جمع الماء والشجر، يريد أنه قد أكل ورعى وشرب الماء وتجاوز حد الرضاع من أمه.

وبهذا الحديث قال الشافعي.

وقال جابر بن عبد الله وعطاء: فيه شاة.

وقال مجاهد: حفنة من طعام.

وقال قتادة: صاع من طعام.

وقال مالك: فيه قيمته من الطعام.

وقال أبو حنيفة -رحمه الله-: من (٢) قيمته. والله أعلم.

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سفيان بن عيينة، عن مطرف بن طريف، عن أبي السفر: أن عثمان بن عفان قضى في أم حبين بحلان من الغنم.


(١) في الأم (٢/ ١٩٤): [ففقر].
(٢) كذا بالأصل ولعل الصواب [مثل].

<<  <  ج: ص:  >  >>