للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشافعي: أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر "أنه كان إذا أحرم حاجًا أو معتمرًا، لم يدخل مكة حتى يغتسل ويأمر من معه فيغتسلوا".

قال الشافعي: وأحب للمحرم أن يغتسل بذي طوى لدخول مكة.

وقد أخرج الشافعي -رضي الله عنه- قال: وروى عن إسحاق عبد الله بن أبي فروة، عن عثمان بن عروة، عن أبيه "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بات بذي طوى حتى صلى الصبح، ثم اغتسل لها ودخل مكة".

قال: وروى عن جعفر بن محمد، عن أبيه "أن علي بن أبي طالب كان يغتسل بمنزله بمكة حين يقدم قبل أن يدخل المسجد".

قال: وروى عن صالح بن محمد بن أبي زائدة، عن أم ذرة "أن عائشة كانت تغتسل بذي طوى حين تقدم مكة".

وقد أخرج في سنن حرملة، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل من أعلى مكة وخرج من أسفلها".

أخرجه البخاري (١) ومسلم (٢).

وأخبرنا الشافعي (رضي الله عنه): أخبرنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى البيت رفع يديه وقال: "اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا [وتكريمًا ومهابة وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا] (٣) وبرًا".

التشريف: مصدر شرف يشرف تشريفا.

والشرف: العلو، وكذلك التعظيم مصدر عظم، والتكريم مصدر كرم.

وقوله: "زد من شرفه" يريد به من حجه من الناس الذين يشرفونه ويعظمونه.


(١) البخاري (١٥٧٧).
(٢) مسلم (١٢٥٨).
(٣) سقط من الأصل والمثبت من الأم (٢/ ١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>