للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أبي طالب أنه كان يأتي منزله قبل أن يطوف بالبيت، أخبر بذلك رجل عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن علي.

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود: أنه رآه بدأ فاستلم الحجر، ثم أخذ عن يمينه فرمل ثلاثة أطواف ومشى أربعة، ثم أتى المقام فصلى خلفه ركعتين.

الاستلام: افتعال من السلام التحية، كما يقال: اقترأت من القراءة، وكذلك أهل اليمن يسمون الركن الأسود المُحيَّا، أي أن الناس يحيونه بالسلام ويشيرون إليه بأيديهم.

وقيل: لأنهم يحيون أنفسهم عن الحجر الأسود، إذ ليس الحجر ممن يحييهم، كما يقال: اختدم إذا خدم نفسه.

وحكي عن ابن الأعرابي أنه قال: هو مهموز وترك همزه تخفيفًا، يعني أنه من الملاءمة والموافقة، كما يقال: استلأم كذا استلآما إذا رآه موافقًا له وملائمًا.

وقيل: الاستلام: افتعال من السِلام -بكسر السين- جمع سلمة وهي الحجر، تقول: استلمت الحجر إذا لمسته، كما يقال: اكتحلت من الكحل.

هذا هو الأصل في الاستلام.

والرمَل -بفتح الميم-: سرعة المشي والهرولة والحصير رمل يرمل رملًا ورملانًا.

والأطواف: جمع طواف، والطواف مصدر طاف بالبيت يطوف طوافا وطوفانا، والمصدر لا يجوز جمعه إلا إذا اختلفت أجناسه أو تعددت مراته ولا أجناس للطواف حتى يجمع فينبغي أن يكون لتعدد المرات.

والذي ذهب إِليه الشافعي (رضي الله عنه) أن الحاج أو المعتمر يستحب له أن يدخل من باب بني شيبة، ثم يقصد الركن الأسود فيستلم الحجر ويقبله، فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>