مسح الأركان: هو لمسها باليد، تقول: مسحت الركن ومسحت به، وقد جاء في الشعر مشددًا قال: ولما قضينا من منى كل حاجة.
ومسّح بالأركان من هو ماسح ... فجمع بين اللغتين التشديد والتخفيف
وينبغي: مضارع بغى، تقول: بغيته فانبغى أي طلبته فواتاني، وبغيت فعل يتعدى إلى مفعول واحد وإلى مفعولين تقول: بغيت الشيء إذا طلبته، وبغيتك الشيء أي طلبته لك، وأبغيتك الشيء أي جعلتك طالبًا له، والمعنى: لا يتأتى ولا يجوز أن يهجر شيء من أركان البيت ولا يمسح.
وقول ابن عباس: "لقد كان في رسول الله أسوة حسنة" إنكار على ابن الزبير حيث مسح الأركان، يعني أن الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى، فإنه لم يكن يمسح غير الركنين.
والركنان اللذان يستلمان: هما الركن الأسود والركن اليماني، واللذان لا يستلمان: هما الركن العراقي والركن الشامي.
وقوله: غير الركنين اليمانيين فسماهما معا يمانيين لأحد أمرين:-
إما لأن الركن الأسود قريب من جهة اليمن.
أو تغليبًا لأحد الاسمين على الثاني، كقولهم: القمران والعمران.
والذي ذهب إليه الشافعي (رضي الله عنه): أن الطائف يستلم الركن اليماني وإذا مر به، ويقبل يده ولا يقبل الركن.
قال إمام الحرمين: وذكر الأصحاب وجهين في كيفية ذلك:-
أحدهما: أن يقبل يده ويمس الركن كالذي ينقل حديثه إليه.
والثاني: أن يمس الركن ثم يقبل كالذي ينقل تيمنا إلى نفسه.
وأما الركنان الباقيان فلا يستلمهما، وروي ذلك عن عمر، وابن عمر، وابن عباس. وبه قال أحمد، وإسحاق.
وقال مالك: يستلم الركن اليماني ولا يقبل يده وإنما يضعها على فيه.