للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: سعى أبو بكر في حجته عام حج إذ بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ثم أبو بكر (١) وعمر وعثمان والخلفاء جرًّا يسعون كذلك.

هذا الحديث مؤكد لما سبق من أحاديث الرمل والسعي في الطواف والسعي.

وقوله: "جرا" من قوله لهم كان ذلك كل عام كذا وهلم جرا إلى اليوم، أي امتد ذلك إلى اليوم.

والمعنى بالحديث: أن الخلفاء أبا بكر وعمر وعثمان ومن بعدهم إلى أن روي الحديث كانوا يسعون، إلا أنه أسقط هلم من اللفظ ولعله سقط في الكتابة -والله أعلم- فإنه لم يرد في اللغة الكلمتان إلا مجتمعتين.

وأما جرا: فإنه منصوب عند نحاة البصرة على الحال، التقدير هلموا جارين أي: مقبلين.

وعند نحاة الكوفة هو نصب على المصدر لأن هلم عندهم بمعنى جر وقال الميداني: [في] (٢) المقصد: معنى هلم جرا تعالوا على هيئتكم كما يسهل عليكم وأصل ذلك من الجر في السوق وهو أن يترك الإبل والغنم ترعى في مسيرها، وأول من قال ذلك عائذ بن يزيد اليشكري يجيب أخاه جندله في أبيات أولها:

أجندل كم قطعت إليك أرضا ... يموت فيها أبو الأشبال ذعرا

يقول فيها وإن جاوزت معقرة ... رمت بي إلى أخرى كتلك هلم جرا

وكانت حجة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) لما بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم -، أميرًا على


(١) كذا في الأصل والصواب حذف [أبي بكر] كذا جاء في الأم (٢/ ١٧٤) وغيره.
(٢) في الأصل [قال] وهو تصحيف والمثبت هو مقتضى السياق والميداني هو العلامة شيخ الأدب أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميداني تلميذ الواحدي وصاحب كتاب الأمثال وانظر ترجمته من السير (١٩/ ٤٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>