للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسافة الحجر التي سلكها، وإن كان قد خرج من مكة فعليه دم.

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا ابن عيينة، عن هشام، عن طاوس-فيما أحسب- أنه قال: عن ابن عباس أنه قال: الحجر من البيت، وقال الله -عز وجل-: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}، وقد طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وراء الحجر.

هذا حديث صحيح قد أخرج البخاري معناه (١): عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن سفيان، عن مطرف، عن أبي السفر:- سعيد بن يُحمد- قال: سمعت ابن عباس يقول: أيها الناس اسمعوا مني ما أقول وأسمعوني ما تقولون.

ولا تذهبوا فتقولوا قال ابن عباس: من طاف بالبيت فليطف من وراء الحجر.

قوله: "الحجر من البيت" فيه نظر، لأن الإجماع على أن بعض الحجر من البيت، وحسب القدر المفرد من البيت الداخل في الحجر يصل إلى أول جدار الحجر المرتفع، وهو الفرجة التي يدخل فيها الناس إلى الحجر من جانبيه، فيما بينه وبين الركنين العراقي والشامي، فكيف يُطْلِق ويقول: إن الحجر من البيت؟

اللهم إلا أن يريد تغليبًا أو مجازًا حيث بعضه من البيت، فأعطى الكل حكم البعض مجازًا واتساعًا، أو لأن الطواف لما كان خارجًا من الحجر جميعه والطواف لنا شرع بالبيت خاصة لهذا المعنى.

وليطوَّفوا: فعل مبنى من طَوّف يُطَوِّف مشددًا للكسرة، إنما سُمِّي البيت عتيقًا لأنه قديم، والعرب تقول للقديم: عتيق، وقيل: لأن الله -تعالى- أعتقه من الجبابرة فلم يظهر عليه جبار.

تقول من الأول: عَتُقَ -بالضم- يعتق عتاقة فهو عتيق إذا قدم عهده، وكذلك: عَتَقَ يَعْتِقُ فهو عاتق.


(١) البخاري (١/ ٣٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>