للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواحد، خالف الزيدين، وإنما صرفت لأن التاء صارت بمنزلة الياء والواو والتي في مسلمين ومسلمون فصار التنوين بمنزلة النون، فلما سمي به فدل على حالة كما ترك مسلمون إذا سمي به على [حاله] (١).

قال الزجاج: عرفات: اسم لمكان واحد ولفظه لفظ جمع، التعريف: الوقوف بعرفات، يقال: عرف الناس إذا شهدوا عرفات وهو المعرف للموقف.

والذي قاله الجوهري: أن قول الناس: نزلنا عرفة. شبيه بالمولد وليس بعربي محض، فيه نظر.

قال الشافعي: -قال في الحديث فيما رواه عن لفظ ابن عمر-: ويخالف ذلك لأنه قال: فوقف بجبال عرفة.

وفي الحديث الصحيح: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الحج عرفة"، وقال: "كل عرفة موقف" وغير ذلك من الأحاديث.

وقوله: "فقد أدرك الحج" يريد: أن الوقوف هو أعظم أعمال الحج وأشرفها، فمن أدركه فقد أدرك الحج أي معظمه، ولأن الوقوف بعرفة ضيق الوقت، فإذا فات الإنسان فقد فاته الحج في تلك السنة، بخلاف الطواف والسعي فإن وقتهما واسع.

وقوله: "فليأت البيت وليطف به وبالصفا والمروة" يريد أنه يتحلل بعمرة، فإن كان معه هدي نحوه قبل الحلق والتقصير وإلا حلق أو قصر.

ومزدلفة: موضع بين منى وعرفات وبه يبيت الحاج ليلة النحر، وهو بكسر اللام من الازدلاف والتقدم إلى الشيء، وهي اسم علم لموضع مخصوص وأسماء الأعلام لا يدخلها الألف واللام إلا على وجه مخصوص، وقد جاءت في رواية مالك بالألف واللام وفيه نظر.

وقوله: "فليصم عنه" أي عن الهدي يريد بموضعه.


(١) سقط من الأصل والمثبت من اللسان راجع مادة عرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>