للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا حديث صحيح أخرجه البخاري (١) ومسلم (٢) والنسائي (٣).

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر أنه قال: "من أدرك ليلة النحر من الحاج فوقف بجبال عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك عرفة فيقف بها قبل أن يطلع الفجر فقد فاته الحج، فليأت البيت فليطف به سبعًا، ويطوف بين الصفا والمروة سبعًا ثم ليحلق أو ليقصر إن شاء، وإن كان معه هديه فلينحره قبل أن يحلق، وإذا فرغ من طوافه وسعيه فليحلق أو ليقصر، ثم ليرجع إلى أهله، فإن أدرك الحج قابل فليحجج إن استطاع وليهد، فإن لم يجد هديًا: فليصم عنه ثلاثه أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله".

وهذا حديث صحيح، أخرج مالك طرفًا (٤) من أوله عن نافع "أن ابن عمر كان يقول: من لم يقف بعرفة من ليلة المزدلفة، من قبل أن يطلع الفجر فقد فاته الحج، ومن وقف بعرفة من ليلة المزدلفة من قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج".

قوله: "ليلة النحر" يريد به: ليلة اليوم الذي ينحر فيه الضحايا والهدايا وهو يوم العيد وعرفة فيه نظر.

قال الجوهري: تقول: هذا يوم عرفة غير منون ولا يدخله الألف واللام، وعرفات: موضع معروف وهو اسم بلفظ الجمع ولا يجمع.

قال الفراء: ولا واحد له بصحة، وقول الناس: نزلنا عرفة. شبيه بمولَّد وليس بعربي محض.

وعرفات معرفة وإن كان جمعًا، لأن الأماكن لا تزول فصار كالشيء


(١) البخاري (١٦٦٤).
(٢) مسلم (١٢٢٠).
(٣) النسائي (٥/ ٢٥٥).
(٤) الموطأ (١/ ٣١٣ رقم (١٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>