للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحيثما وقف الناس بعرفة أجزأهم، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "هذا الموقف وكل عرفة موقف".

قال: وترك صوم يوم عرفة للحاج أحب إليَّ من صومه، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك صوم يوم عرفة، والخير في كل ما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولأن المفطر أقوى على الدعاء من الصائم، وأفضل الدعاء يوم عرفة.

وأخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، أخبرني سليمان بن يسار أن أبا أيوب خرج حاجًّا إذ كان بالنازية -من طريق مكة- أضل رواحله، وأنه قدم على عمر بن الخطاب يوم النحر، فذكر ذلك له، فقال: اصنع كما يصنع المعتمر ثم قد حللت، فإذا أدركت الحج قابل حج واهد ما استيسر من الهدي.

هذا حديث أخرجه مالك بالإسناد واللفظ (١).

والنازية -بالنون والزاي والياء تحتها نقطان- موضع قريب من مكة. وضل شيء يضل ضلالا: ضاع وهلك، وضل عن القصد والطريق: إذا أخطأه فأضل غيره يضله، والضالة من البهائم: الشاردة عن صاحبها.

والرواحل: جمع راحلة وهو البعير القوي على الأحمال والأسفار.

وقد تقدم القول في حكم هذا الحديث، والمراد منه: الاستدلال على حكم من فاته الحج.

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا مالك، عن نافع، عن سليمان ابن يسار أن هبار بن الأسود جاء وعمر ينحر بكرة.

هذا طرف من حديث طويل قد أخرجه مالك بطوله (٢): أن هبار بن الأسود جاء يوم النحر وعمر بن الخطاب ينحر هديه، فقال يا أمير المؤمنين، أخطأنا العدة كنا نرى أن هذا اليوم يوم عرفة؟ فقال له عمر: اذهب إلى مكة وطف أنت ومن


(١) الموطأ (١/ ٣٠٨) رقم (١٥٣).
(٢) الموطأ (١/ ٣٠٨) رقم (١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>