للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "هاء وهاء" ومعناه أن يقول كل واحد من المتبايعين: ها فيعطيه ما في يده، وقيل: معناه هاك وهات أي خُذ وأعط، وهذا مثل قوله: "يدًا بيد".

قال الخطابي: أصحاب الحديث يرووه "ها" ساكنة الألف مقصورة، والصواب بالفتح والمد؛ لأن أصلها هاك أي خذ، فحذفت الكاف وعوضت عنها الهمزة، يقال للواحد: هاء، وللاثنين: هاؤما، والجمع: هاؤم، قال الله تعالى: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} (١).

"والورق": الدراهم المضروبة [وكذا الرقة] (٢) وفيها ثلاث لغات: فتح الواو وكسر الراء، وفتح الواو وسكون الراء (٣)، والرقة الورق والهاء عوض من حذف الواو، وتجمع على رِقَينْ.

"والربا" يقع في التبايع بمعنيين: أحدهما الزيادة، والآخر النسيئة؛ فالزيادة لا تكون إلا في الجنس الواحد كالذهب بالذهب متفاضلا، والورق بالورق متفاضلاً.

والنسيئة تكون في الجنس الواحد، وفي الجنسين كالذهب بالذهب نسيئة، والذهب بالورق نسيئة، وهذان الأمران حرام عند الشافعي، وبه قال عامة الصحابة والتابيعين والفقهاء المجتهدين.

وقال أبو حنيفة كذلك في النقدين، وقال فيما عداهما: يجوز التفرق قبل القبض، وأجاز فيها النسيئة.


(١) سورة الحاقة (١٩).
(٢) في "الأصل": من النقرة، وهو تحريف، والمثبت من "الصحاح" (١/ ٢٩٩) ومنه نقل المصنف.
(٣) سقط الوجه الثالث فقد ذكر المصنف أن فيه ثلاث لغات ذكر منها اثنين الوَرِق، والوَرْق، والثالث الوِرْق بكسر الواو، وسكون الراء كما في الصحاح (١/ ٢٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>