وفي الباب عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأبي هريرة، وهشام بن عامر، والبراء، وزيد بن أرقم، وفضالة بن عبيد، وأبي بكرة، وابن عمر، وأبي الدراء وبلال (١).
"الشف": النقصان، شَفَّ يَشِفُّ شَفًّا، وهو الزيادة أيضاً فهو من الأضداد، وأشفه يشفه إذا نقصه وإذا زاده، والمراد في الحديث الأمران أي لا تزيدوا بعضها على بعض، ولا تنقصوا بعضها عن بعض، والزيادة أولى لأنه عدَّاه بعلى؛ و"على" مختصة بالزيادة، و"عن" مختصة بالنقصان تقول: زاد عليه، ونقص عنه.
قال الأزهري: يقال: الشَّفُّ، والشِّفُّ، والمعروف: الكشف.
ومعنى قوله:"يدًا بيدٍ" أي مقابضة، وفقد الأنسئة فيه، وهو منصوب على الحال التي هي غير مشفة، ومثله: كَلَّفتُه فَاهُ إلى فِيَّ، أي مشافهة، وبينت له حسابه بابًا بابًا، أي مفصلاً.
قال سيبويه: واعلم أن هذه الأسماء التي في هذا الباب لا يفرد منها شيء دون شيء، فلا تقل: بعته يدًا حتى تقول: بيدٍ، وكذلك الباقي، ومن العرب من يرفع هذا النحو.
و"الناجز": المعجل الحاضر، يريد النهي عن بيع شيء من الذهب والفضة نسيئة وأن التقابض فيهما شرط، وفي رواية مسلم:"ولا تبيعوا غائبًا بناجز إلا يدًا بيد" هذه "إلا" منقطعة لأن التقدير: لا تبيعوا شيئًا منها إلا مقابضة ونقدًا، ولو كانت متصلة لأدى إلى محال؛ فإنه يكون قد جمع البيع بين صفتي النسيئة والمقابضة، وذلك أن قوله:"لا تبيعوا منها غابئا بناجز" معناه: لا تبيعوا منها نسيئة ومعنى "إلا يدًا بيد" أي مقابضة، فكأنه قال: لا تبيعوها نسيئة إلا يدًا بيد،
(١) هذا نص كلام الترمذي، ذكره عقب حديث أبي سعيد هذا.