للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإحداهما أبو حنيفة في عموم التحريم.

قال الشافعي -رضي الله عنه-: قال الله -جل ثناؤه: {الَّذِينَ (١) يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ في التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (٢). قال: وإنما تكون الطيبات والخبائث عند الآكلين كانوا لها وهم العرب؛ الذين سألوا عن هذا ونزلت فيهم الأحكام، وكانوا يكرهون من خبيث الماء كل ما لا يكرهها غيرهم، فأهل التفسير -أو من سمعت منهم- يقول في قول الله -تعالى-: {قُلْ لَا أَجِدُ في مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} (٣) يعني: مما كنتم تأكلون، فإن العرب قد كانت تحرم أشياء على أنها من الخبائث؛ وتحل أشياء على أنها من الطيبات، فأحلت لهم الطيبات عندهم إلا ما استثنى، وحرمت عليهم الخبائث عندهم، قال الله -عز وجل-: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}.

وأخبرنا الشافعي قال: أخبرنا مالك، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عبيدة ابن سفيان الحضرمي، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أكل كل ذي ناب من السباع حرام".

وأخبرنا الربيع قال: قال الشافعي -رضي الله عنه- بالإسناد المذكور والحديث.

هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم والترمذي والنسائي.

أما مسلم (٤): فأخرجه عن زهير بن حرب، عن ابن مهدي، عن مالك.


(١) في الأصل [والذين] وهو خطأ.
(٢) [الأعراف: ١٥٧].
(٣) [الأنعام: ١٤٥].
(٤) مسلم (١٩٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>