للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما الترمذي (١): فأخرجه مثل مسلم.

وأما قوله في الدعاء: "لأبناء الأنصار" فقد أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

قوله: "قد قضوا الذي عليهم" يريد ما كانوا بايعوه عليه في العقبة من النصرة والحماية والإيواء والإيمان والوفاء بجميع ما اشترط عليهم عند البيعة.

وقوله: "وبقى الذي عليكم" من حسن الجزاء لهم، وإعظام شأنهم، وعرفان إحسانهم، والوفاء لهم على صنيعهم مثله، ثم فسر ذلك بقوله: "اقبلوا من محسنهم" إذا أحسن فعلًا وقولاً، "وتجاوزوا عن مسيئهم" إذا أساء فعلًا وقولاً، وهذه كرامة لهم أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن إساءتهم، وهذا وإن كان عاما في التجاوز عن إساءتهم؛ فما هو إلا على سبيل التكرمة والمبالغة في العفو عنهم، وإلا فالحكم يلزمهم شرعًا؛ وإنما لهم فيما يبدو منهم من إساءة لا تتعلق بحق، ومن الإساءة التي ليس فيها حد مشروع مما يدور في الناس من الأقوال والأفعال الجاري بها عادات المتجاورين المتعاملين. والله أعلم.

وقوله: "بهش" أي: ارتاح وخف إليه إذا رآه.

قال أبو عبيد: يقال: الإنسان إذا نظر إلى الشيء فأعجبه واشتهاه فأسرع إليه وفرح به قد بهش إليه.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا عمي محمد بن علي بن العباس، عن الحسن بن القاسم الأزرقي قال: وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ثنية تبوك فقال: "ما ها هنا شأم -وأشار بيده إلى جهة الشام- ومن ها هنا يمن -وأشار بيده إلى جهة [المدينة] (٢) ".

الثنية: الطريق في الجبل وقيل: هي الطريق في الجبلين، وقيل: هي العقبة


(١) الترمذي (٣٩٠٤) وقال: حسن.
(٢) من المسند (٢/ ٧٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>