للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد جاء في رواية المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكيء على أريكته، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حرامًا حرمناه، أو حلالًا استحللناه، وإنما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حرم الله".

زاد في رواية: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه" ولهذه الزيادة تأويلان:-

أحدهما: أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو، مثل ما أعطي من الظاهر المتلو.

والثاني: أوتي الكتاب وحيًا وأوتي من البيان مثله، أي: أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص، ويجمل ويفصل، ويشرح ويشرع ما ليس في القرآن مما أذن الله فيه، ويكون ذلك في وجوب الأخذ به والعمل بموجبه كالقرآن المتلو. والله أعلم.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا مسلم، عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه أن عنده كتابًا من العقول نزل به الوحي، وما فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صدقة وعقول فإنما نزل به الوحي، وقيل: لم يبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط إلا بوحي الله، فمن الوحي ما يتلى، ومنه ما يكون وحيًا إلى رسوله فيسن به.

العقول: جمع عقل وهو الدية، وقد تقدم بيان ذلك مبسوطًا في كتاب الديات وغيرها.

والوحي: الرسالة، والإلهام، والكتابة، والكلام الخفي، والإشارة وكل ما ألقيته إلى غيرك، يقال: وحيت إليه الكلام وأوحيت، وأوحى الله إلى رسله ووحى أي: أرسل وأشار إليهم، ولغة القرآن أوحى، وكأن معنى الوحي على اختلاف وروده في أماكنه: الإعلام بالشيء وهما متعديان باللام وإلى، تقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>