للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منقطعة عن رجل مجهول، ونحن لا نقبل مثل هذه الرواية في شيء، وكأنه أراد بالمجهول: خالد بن أبي كريمة فلم يعرف من حاله ما يثبت له خبره.

قال الخطابي: هذا حديث باطل لا أصل له.

وحكى عن يحيى بن معين أنه قال: هذا حديث وضعته الزنادقة، وقد روي هذا من حديث الشاميين عن يزيد بن ربيعة، عن أبي الأشعث. وأبو الأشعث لا يروي عن ثوبان، إنما يروي عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا ابن عيينة بإسناد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يمسكن الناس علي شيئا، فإني لا أحل لهم إلا ما أحل الله لهم ولا أحرم عليهم إلا ما حرم الله".

هذا طرف من حديث طويل، وقد أخرجه الشافعي: عن عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد، عن [ابن] (١) أبي مليكة، عن عبيد بن عمير الليثي يتضمن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر أن يصلي بالناس وذكر هذا في آخره، والحديث مذكور بطوله في كتاب "استقبال القبلة"، إلا أن هذا الطرف قد رواه ها هنا عن ابن عيينة منقطعًا في كتاب "صفة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -" وقال (٢): هذا منقطع، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باتباع أمره، واجتناب ما نهى عنه، وفرض الله ذلك في كتابه على خلقه ولكن قوله -إن كان قاله- "لا يمسكن الناس علي شيئًا" يدل على أنه إذا كان بموضع القدوة فقد كانت له خواص أبيح له فيها ما لم يبح للناس، وحرم عليه فيها ما لم يحرم على الناس، فقال: "لا يمسكن الناس علي شيئًا من الذي لي أو على دونهم.

وأما قوله: "فإني لا أحل لهم إلا ما أحل الله، ولا أحرم عليهم إلا ما حرم الله" فكذلك صنع - صلى الله عليه وسلم - وبذلك أمر، وافترض عليه أن يتبع ما أوحي إليه ويشهد أنه قد اتبعه فيما لم يكن فيه وحي (٣)، فقد فرض الله في الوحي اتباع


(١) من الأم.
(٢) الأم (٧/ ٢٨٨).
(٣) كذا العبارة في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>