للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سننه، فمن قبل عنه فإنما قبل بفرض الله، قال الله -تبارك وتعالى-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (١).

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا ابن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ذروني ما تركتكم، فإنه إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، ما أمرتكم من أمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فانتهوا".

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا ابن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله.

هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.

فأما البخاري (٢): فأخرجه عن إسماعيل، عن مالك، عن أبي الزناد.

وأما مسلم (٣): فأخرجه عن ابن أبي عمر، عن سفيان.

وأما الترمذي (٤): فأخرجه عن هناد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

والشافعي أخرجه في كتاب "أحكام القرآن".

ذروني: اتركوني ودعوني وهو فعل أمر من فعل متروك الاستعمال وهو: وذر، ومثله: ودع لم يستعمل أيضًا استغنوا عنه بترك، كذا يقوله النحويون ويدل عليه في جواب الأمر: "ما تركتكم" ولم يقل: ما وذرتكم لأنه لا يستعمل، وإن استعمل فشاذ لا يقاس عليه، ومعنى الكلام: اتركوني لا تسألوني عما لا يعنيكم في أمر دينكم مهما أنا تركتكم لا أقول شيئًا، ثم علل


(١) الحشر: [٧١].
(٢) البخاري (٧٢٨٨).
(٣) مسلم (١٣٣٧).
(٤) الترمذي (٢٦٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>