للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي أراده أبو هريرة بقوله: "إني لأشبهكم صلاة بصلاة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -" سبب خاص، وذلك أن عثمان بن عفان لما أسن وكبر، ضعف عن الإعلان بتكبيرات الانتقالات كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلن بها وأبو بكر وعمر من بعد، فكان عثمان يخفيها والمؤذنون وراءه يعلنون بها؛ ليسمعها الناس وبقى على ذلك مدة إلى أن مات فلما ولي الأمر بنو أمية اقتدوا به في الإخفاء -وإن كانوا أقوى شبابًا- حتى صار ذلك سنة لهم، فكان أبو هريرة بعد عثمان إذا صلى يعلن بالتكبيرات، على ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، وعمر، ثم يقول: "أنا أشبهكم صلاة بصلاة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -".

ولذلك قال مطرف بن عبد اللَّه: صليت خلف علي بن أبي طالب، وعمران ابن حصين، فكان إذا سجد كبر؛ وإذا رفع رأسه كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما قضى الصلاة أخذ عمران بيدي فقال: "ذكَّرني هذا صلاة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولقد صلى بنا صلاة محمد".

أخرج هذا الحديث البخاري (١)، ومسلم (٢)، وأبو داود (٣)، والنسائي (٤) -واللَّه أعلم.

...


(١) البخاري (٧٨٦).
(٢) مسلم (٣٩٣).
(٣) أبو داود (٨٣٥).
(٤) النسائي (٢/ ٢٠٤ - ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>