للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلاف ما روى صاحبنا وصاحبكم، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - -يريد حديث مالك، عن ابن شهاب- قال الشافعي: ولو لم يكن عندنا وعندكم إلا هذا الحديث الذي ذكرنا عن مالك، انبغي أن نستدل به على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بآمين، وأنه أمر الإمام أن يجهر بها؟ فكيف ولم يزل أهل العلم عليه؟

وروى وائل بن حجر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "آمين يجهر بها".

ويحكي مطّه إياها (١).

ويقول أبو هريرة للإمام: لا تسبقني بآمين -وكان يؤذن له.

وقد روى الزهري: عن أبي سلمة وسعيد، عن أبي هريرة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من أم القرآن رفع صوته قال آمين" (٢).


(١) أخرجه أبو داود (٩٣٢)، والترمذي (٢٤٨) وغيرهما من طريق سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس عنه بنحوه.
قال الترمذي: حديث حسن.
وروى شعبة هذا الحديث عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس عن علقمة بن وائل، عن أبيه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ (غير المغضوب عليهم ولا الضآلين) فقال: "آمين"، وخفض بها صوته.
وسمعت محمدًا يقول: حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث.
فقال: عن حجر أبي العنبس، وإنما هو: حجر بن عنبس، ويكنى أبا السكن وزاد فيه: عن علقمة ابن وائل، وليس فيه عن علقمة، وإنما هو: حجر بن عنبس عن وائل بن حجر وقال: وخفض بها صوته، وإنما هو: ومد بها صوته.
وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فقال: حديث سفيان في هذا أصح من حديث شعبة اهـ.
والحديث صححه جماعة من أهل العلم غير من ذكر.
قال الحافظ في التلخيص (١/ ٢٣٦ - ٢٣٧):
سنده صحيح، وصححه الدارقطني، وأعله ابن القطان بحجر بن عنبس وأنه لا يعرف. وأخطأ في ذلك، بل هو ثقة معروف .... وانظر تمام كلامه هناك.
(٢) أخرجه الدارقطني في سننه (١/ ٣٣٥)، والحاكم في المستدرك (١/ ٢٢٣) والبيهقي في المعرفة (٣١٧٠) كلهم من طريق الزبيدي، عن الزهري به.
قال الدارقطني: هذا إسناد حسن.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ.
وقال البيهقي: هذا حديث صحيح وانظر التلخيص (١/ ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>