للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا حديث (١) صحيح، وروي من غير طريق عن الثوري بمعناه.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عطاء قال: كنت أسمع الأئمة -وذكر ابن الزبير ومن بعده- يقولون آمين ويقول من خلفه آمين، حتى إن للمسجد للجَّة.

أخرجه الشافعي في كتاب "الأمالي"، وعاد إخراجه بالإسناد في كتاب اختلافه مع مالك (٢).

قال: كنت أسمع الأئمة -من ابن الزبير ومن بعده- يقولون: آمين ومن خلفهم آمين، حتى إن للمسجد للجة.

في كتاب السنن والآثار (٣): كنت أسمع الأئمة -ابن الزبير ومن بعده- بإسقاط من قبل ابن الزبير.

و"اللجة": (بفتح اللام) الصوت، الْتَجَّتِ الأصواتُ: إذا اختلطت، وسمعت لجة الناس أي أصواتهم.

واللام الأولى في قوله: "للجة" لام التأكيد دخلت في اسم إن، ومن حقها أن تدخل على الخبر؛ لأنه هو الذي يحتاج إلى التأكيد، ولكن لما كان الخبر هاهنا جارًّا ومجرورًا؛ كان الاسم نكرة، وقد تأخر لذلك أدخل اللام عليه كما تقول: إن زيدًا لقائم، وإن في الدار لزيدًا, ولا يجوز إن لزيدًا قائم.

و"من" في قوله: "من ابن الزبير" لابتداء الغاية، أي: كان في ابتداء سماعه منه.

ويجوز أن يكون للتفصيل؛ لأنه لما قال الأئمة فَجَمَعَ .. فصَّلَهُم، فقال: من فلان وفلان.


(١) الذي يبدو أن الكلام يعود على حديث وائل بن حجر، والثوري قد رواه بالإسناد إلى وائل. وراجع "المعرفة" فقد ذكر نحو هذه الفقرة عقب حديث وائل، وقبل رواية أبي هريرة، والله أعلم.
(٢) الأم (٧/ ٢٠١).
(٣) رقم (٣١٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>