للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم (١)، وأبو داود (٢)، والترمذي (٣)، والنسائي (٤).

فأما مسلم: فأخرجه عن قتيبة، عن بكر بن مضر، عن ابن الهاد.

وأما أبو داود، والترمذي، والنسائي فأخرجوه مثل مسلم أيضًا.

وللنسائي أخرى عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، عن ابن الهاد.

وفي الباب عن أبي هريرة، وجابر، وأبي سعيد الخدري.

وهذا الحديث مؤكد للحديث الذي قبله، إلا أن ذلك أقوى دلالة على وجوب السجود على الأعضاء التي يسجد عليها؛ لأنه قال فيه: "أمرت وأمرنا" وقال في هذا: "إذا سجد العبد سجد معه" فهو إخبار عن حال الأعضاء التي تسجد، ولذلك ولذلك قال في الأول: "جبهته" وقال هاهنا: "وجهه" وذلك أخص دلالة؛ لأن الإجماع منعقد على أن السجود على الجبهة.

ومنهم من أضاف الأنف دون باقي الوجه، فيكون المراد بالوجه في هذا الحديث بعضه. كما بيناه من ذكر الكل والمراد البعض؛ ولأن الجبهة أعم ما في الوجه وأعلاه وأشرفه؛ ولأنه إذا وضع جبهته على الأرض فقد وضع جميع وجهه وألقاه على الأرض، فمعنى السجود موجود فيه.

وقال هاهنا: "كفاه" وذلك صريح في اللفظ؛ لأنه قال في الأول: "يداه" وأراد بهما كفيه؛ لأنهما اللذان يباشران الأرض. وسمي ذلك افتراش الكلب تشبيهًا بوضع الكلب ذراعيه على الأرض.


(١) مسلم (٤٩١).
(٢) أبو داود (٨٩١).
(٣) الترمذي (٢٧٢) وقال: حسن صحيح.
(٤) النسائي (٢/ ٢٠٨، ٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>