للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكرناه في حديث المنبر.

"والشن والشنة": القربة الخلق والجمع شنان.

وقد جاء في رواية الشافعي: "شن معلقة" باتت نظرا إلى القربة وحملًا على المعنى.

ومعنى أخذه - صلى الله عليه وسلم - بأذن ابن عباس وفتله لها: أنه يوقظه بذلك ويداعبه استحسانا لفعله وقيامه، وموافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - على صلاته ليلًا فذلك على خلاف ما يقتضيه شن مثله؛ وقد جاء هذا مصرحًا به في رواية أبي داود قال: ثم وضع يده على رأسي يمس أذني كأنه يوقظني.

وقد جاء في رواية الشافعي: "فجلس يمسح وجهه".

وعند الباقين: "فجلس فمسح".

ورواية الشافعي أحسن وأبلغ في البيان، لأنه جاء بها بلفظ المضارع الذي يدل على حكايه الحال الحاضر، وتصويرها للسامع حتى كأنه يشاهدها؛ ولأن قوله: "فجلس يمسح" كان المسح غير متأخر عن الجلوس وإنما جلس ماسحًا؛ فهيئته كانت لما جلس من نومه ماسحًا وجهه؛ وليس كذلك "فجلس فمسح" وإن كانت الفاء تفيد تعقيبا إلا أن التعقيب إنما يكون بعد الفراغ مما تعقبه، والأول ممتزج مع ما بعده غير متقدم عليه إلا تقدما بالرتبة ولا تقدما بالزمان.

وفصله بين كل ركعتين بـ " ثم": دليل على أنه لم يعقب كل ركعتين بما قبلهما، وأنه فصل بينهما بزمان متراخ.

وقد ورد أنه يستحب أن يفصل بين صلاة الليل بتسبيح وتحميد وتقديس وتكبير وتهليل ونحو ذلك من الأذكار وأن لا يتابع بعضها ببعض.

وقوله: "ثم نام حتى نفخ" يشبه أن يكون نام جالسًا متمكنًا من الأرض، لأن النفخ لا يكون غالبا إلا عن نوم صحيح حقيقي، والنوم على هذه الحالة لا ينقض الوضوء، ويجوز أن يكون النوم خاصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينقض

<<  <  ج: ص:  >  >>