للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما ما ذهب إليه طوائف المشبهة والمجسمة في أمثال هذه الآيات والأخبار من التشبيه والتجسيم حتى قالوا: إن الاستواء على العرش هو القعود عليه والاستقرار كما تستقر الأجسام بعضها على بعض فالله سبحانه وتعالى منزه عن هذه الأقوال المفتراه والآراء الفاسدة التي تفضي بقائلها إلى سواء الجحيم، نسأل الله العصمة والتوفيق في القول والعمل، وأن يهدينا سواء السبيل (١).

وأخبرنا الشافعي، أخبرني إبراهيم بن محمد قال: أخبرني أبي أن ابن المسيب قال: أحب الأيام إليَّ أن أموت فيه ضحى يوم الجمعة".

إنما أختار الموت فيه: لشرفه وفضله على باقي الأيام كما تقدم ذكره.

واختار ضحاه: لاجتماع الناس لصلاة الجمعة فيصلون عليه، إذ ربما لا يجتمع له من الناس ما يجتمع يوم الجمعة، حيث الباعث لهم على الاجتماع إنما هو صلاة الجمعة فيحظى بثواب صلاتهم عليه وعليهم له، وكان القياس أن يقول: وأحب الأيام أن أموت فيه يوم الجمعة حتى يكون الخبر مطابقًا، وإنما قال: ضحى يوم الجمعة لأنه لو قال يوم الجمعة لجاز أن يكون بعد الصلاة فتفوته فضيلة المصلين عليه.


(١) قد فصلنا الكلام على هذه المسألة في مقدمة هذا الكتاب عند كلامنا عن عقيدة المؤلف فاليراجع هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>