للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما أبو إسحاق: فرأى عليًّا وهو صبي فيشبه أن يكون قد تعجل بها في أول وقتها فحسبه نصف النهار من تعجيلها.

ويحتمل أن يكون خطب بهم (١) نصف النهار، ثم أتى منها ببقية الأجزاء بعد الزوال.

وقد روى زهير، عن أبي إسحاق: أنه صلى خلف عليِّ الجمعة فصلاها بالهاجرة بعد ما زالت الشمس، وأنه رآه قائمًا أبيض اللحية أجلح (٢).

-والله أعلم-.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا الثقة -وهو سفيان- عن الزهري، عن السائب بن يزيد: أن الأذان كان أوله للجمعة حين يجلس الإمام على المنبر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر، فلما كان خلافة عثمان كثر الناس أمر عثمان بأذان ثانٍ فأذن به فثبت الأمر على ذلك.

وكان عطاء ينكر أن يكون أحدثه عثمان ويقول: أحدثه معاوية -والله أعلم-.

أخبرنا الشافعي في القديم قال: أخبرنا بعض أصحابنا، عن [ابن] (٣) أبى ذئب، عن الزهري فذكر بمعناه وقال في آخره: ثم أحدث عثمان الأذان الأول على الزوراء.

قال الشافعي: وأيهما كان -يعني ما أحدثه عثمان أو معاوية- فالأمر الذي كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب.

هذا حديث صحيح أخرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.

فأما البخاري (٤): فأخرجه عن آدم، عن [ابن] (٥) أبي ذئب، عن الزهري،


(١) زاد بالأصل حرف [في] قبل [بهم] ولا وجه له، وكذا جاء بحذفها في المعرفة (٤/ ٣٣٦).
(٢) الجلَح: هو انحسار الشعر عن جانبي الرأس. اللسان مادة جلح.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، والمثبت هو الصواب وكذا نقله عنه في المعرفة (٤/ ٣٣٧).
(٤) البخاري (٩١٢، ٩١٣).
(٥) ما بين المعقوفتين سقط الأصل والمستدرك من رواية البخاري وهو الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>