للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: "أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم على عصا إذا خطب؟. قال: نعم، كان يعتمد عليها اعتمادًا". هكذا جاء الحديث في المسند مرسلًا.

وقد روى أبو داود (١) عن سعيد بن منصور، عن شهاب بن خراش، عن شعيب بن زُرَيق الطائفي، عن الحكم بن حَزْن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه شهد معه الجمعة فقام متوكئًا على عصا".

قوله: "أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوم على عصا" زيد أكان يتكئ عليها إذا كان قائمًا، وقد فسره بقوله: كان يعتمد عليها اعتمادًا.

"والاعتماد على الشيء": الاستناد إليه والاتكاء عليه، كأنه يكون قد ألقى عليه ثقله وكأنه حامله.

والمستحب للخطيب عند الشافعي: أن يعتمد على عصا أو سيف أو قوس أو ما أشبه ذلك.

وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا خطب اعتمد على عنزة. والعنزة: شبه الحربة في رأسها شبه السنان، وأن يشغل اليد الأخرى بجانب المنبر فإن لم يفعل ذلك. قال الشافعي: أحببت أن يسكن جسده ويديه، إما أن يجعل اليمنى على اليسرى أو يضعهما موضعهما.

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه-: أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثني إسحاق ابن عبد الله، عن أبان بن صالح، عن كريب -مولى ابن عباس- عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب يومًا فقال: "الحمد لله نستعينه، ونستهديه ونستنصره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله


(١) أبو داود (١٠٩٦) مطولًا.
وقال أبو داود عقبه: ثبَّتني في شيء منه بعض أصحابنا -وكان قد انقطع من القرطاس- اهـ.
قلت: حسن إسناده الحافظ، ونقل تصحيحه عن ابن السكن وابن خزيمة. وانظر التلخيص الحبير (٢/ ٦٥) ومختصر السنن للمنذري (٢/ ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>