للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماذا كان يقرأ به.

وأما الترمذي (١): فأخرجه عن إسحاق بن موسى الأنصاري، عن معن بن عيسى، عن مالك بالإسناد واللفظ.

وفي أخرى: عن هناد، عن سفيان بن عيينة، عن ضمرة.

وأما النسائي (٢): فأخرجه عن محمد بن منصور، عن سفيان بن عيينة، عن ضمرة، عن عبيد الله قال: خرج عمر ذات يوم فسأل أبا واقد وذكره.

قال الشافعي في رواية حرملة: هذا ثابت إن كان عبيد الله لقي أبا واقد.

وإنما قال هذا لأن عبيد الله لم يدرك أيام عمر مسألته أبا واقد، وبهذه العلة لم يخرجه البخاري -والله أعلم- وإنما أخرجه مسلم لأن فليح بن سليمان رواه عن ضمرة، عن عبيد الله، عن أبي واقد قال: سألني عمر.

فصار الحديث بذلك موصولاً.

وهذا يدلك على حسن نظر الشافعي ومعرفته بصحيح الأخبار وسقيمها.

والذي جاء في الرواية الأولى: أنه سأل أبا واقد ما يقرأ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ وفي باقي الروايات: ما كان يقرأ، وماذا كان يقرأ؟.

فإن صح حذف كان ولم يكن سهوًا من النساخ فبينهما فرق دقيق: وذلك أن عمر -رضي الله عنه- إنما أراد سؤاله أبا واقد استثباته وتحقق ما قرأ به النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة العيدين، وليسمع من الناس من لم يكن عساه عرف ذلك، فإذا سمعوه وقد استفسر ذلك من صحابي مشهور كان أعلق بقلوبهم وأدخل في أسماعهم، فلما كان غرض عمر هذا القدر قال له في سؤاله: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟.

وهذا هو اللفظ الموضوع للسؤال عن كيفية فعل صادر عن فاعل غائب ولاسيما غيبة الموت، فدخول كان يفيد انقراض زمن المسئول عن فعله وقوله أو


(١) الترمذي (٥٣٤، ٥٣٥) وقال: حسن صحيح.
(٢) النسائي (٣/ ١٨٣ - ١٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>