للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البقرة ثم ركع.

وساق الحديث هكذا قال أبو داود.

وأما الترمذي (١): فإنه أخرج هذا المعنى مختصرًا عن محمد بن بشار (٢): بندار، عن يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس، عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنه صلى في كسوفٍ فقرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم رفع، ثم سجد سجدتين والأخرى مثلها".

وأما النسائي (٣): فأخرجه عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك.

"تجلّت": إذا ظهرت وانكسفت، وجلوت الشيء: إذا كشفته، والانجلاء انفعال منه.

"والتكعكع": التأخر إلى وراء على العقبين.

وقيل: هو التوقف والاحتباس عن الشيء.

وقيل: تكعكع أي: جَبُن -والأول هو الغرض وقد جاء "إني رأيت الجنة -أو أريت"- وكذلك في النار.

أما رأيت: فإنه فعل لم مسمى الفاعل وفاعله الرأي، كأن الجنة عرضت له ولا حائل بينه وبينها فوقع بصره عليها فرآها.

وأما أريت: فإنه فعل لم يسم فاعله وقد أقيم المفعول الذي هو الرأي على الحقيقة مقام الفاعل، فكأن الجنة عرضت عليه ثم كشفت عن بصره فرآها.

والأول أعلى مقامًا: لأن بصره قد كان مستعدًا لرؤية ما يعرضه مما لا حائل دونه، فلما وجد المرء رآه ولم يحتج إلى أمر آخر.

والثاني: لما كشفت له الجنة لم يكن في بصره قوة لإدراكها من ذاته ولا كان عنده استعداد لرؤيتها، فاحتاج إلى من يريه إياها؛ فذا راءٍ بنفسه، وهذا راءٍ


(١) الترمذي (٥٦٠) وقال: حسن صحيح.
(٢) بالأصل (وبندار) وزيادة الواو لا وجه لها، وبندار هو لقب محمد بن بشار.
(٣) النسائي (٣/ ١٤٦ - ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>