للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل العين، يريدون: من هذه الجهة.

والعن أيضاً: مطر أيام لا يقلع، أراد: أنني لا أرى السحاب خارجة من جهة العين التي جديرة بالمطر فأكرهها.

وإنما خص هذه الجهة: لأنها جهة البحر مما يلي المدينة، والسحاب إذا نشأت من جهة البحر كان أكثر لمائها في جارى العادة، فإنما كرهها لأنه كان يريد أن يدوم الجدب ليتأذى به أهل نجد، فإذا نشأت السحابة كانت خليقة أن تخصب فيزول الجدب بالغيث فكان يكره ذلك.

"والموعد": مفعل من الوعد، والمراد به هاهنا: الزمان وقد يطلق على المكان والمصدر.

"والاستسقاء": طلب السقيا وهو أن يطلب من الله تعالى أن يسقيه.

وقد جمع في هذا الحديث بين اللغتين مطر وأمطر.

"وأقلعت السماء": عبارة زوال (١) السحاب وانقشاع الغيم، يقال: أقلع فلان عما كان عليه، أو كف عنه وفارقه. قال الشافعي: وإذا استسقى فلم يمطر الناس، أحببت أن يعود ثم يعود حتى يمطر، وقال: إنما اخترت له العودة لأن الصلاة والجماعة في الأولى ليس بفرض، وإن رسول الله إذا استسقى سقي أولاً، فإذا سقوا أولاً لم يعد الإِمام يستسقي، ثم ذكر الحديث مستدلاً به على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استسقى سقى أولاً.


(١) كذا في الأصل والسياق يحتاج حرف الجر (عن) ليتجانس المعنى فيكون (عبارة عن زوال ...).

<<  <  ج: ص:  >  >>