للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالك.

وعن قتيبة، عن سفيان، عن صالح.

"إثر الشيء" -بكسر الهمزة وسكون الثاء- وأثر الشيء -بفتحها- سواء تقول: خرجت في إثر فلان وأثره إذا تبعته وقصدت قصده وسلكت طريقه، وهو من الأثر الباقي من رسم الشيء.

والسماء في أصل اللغة: عبارة عن كل ما علاك فأظلك، ثم كثر استعمالها حتى صار خصيصًا بالعالم العلوي، فإذا أطلق لا يضاف إلا إليه، وقد سموا الغيث سماء: لأنه ينزل من السماء، وهو من سما يسمو إذا علا وارتفع.

والتاء في "كانت" راجعة إلى السماء الذي هو كناية عن المطر، والسماء مؤنثة فألحق لها تاء التأنيث، ويجوز تذكيرها لأن تأنيثها غير حقيقي.

قال الله تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} (١).

"وأصبح": يجوز أن تكون تامة، وأن تكون ناقصة، فإن جعلتها تامة كان المعنى: وجد من عبادي في هذا الصباح مؤمن وكافر.

وإن جعلتها ناقصة: كان المؤمن اسم "ما" والجار والمجرور خبرها إلا أنه لما كان الاسم نكرة تأخر من عن الخبر، كقولك: كان في الدار رجل وأصبح في المنزل، وكونها تامة أولى.

والمؤمن هاهنا: يجوز أن يراد به الإيمان الذي هو ضد الكفر، وأن يراد به الإيمان الذي هو التصديق، وكذلك الكافر يجوز أن يراد به ضد الكفر، وأن يراد له الجحود والتكذيب، ويدل عليه قوله: "فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب" أي جاحد ومكذب لما يضاف إليه، ويجوز أن يكون من الكفر ضد الشكر يعني: أنه كفر نعمة الله حيث أضافها إلى غيره، ويعضد ذلك ما جاء في رواية النسائي: "فأصبحوا بها كافرين" أي غير شاكرين.

وقد جاء في بعض النسخ "بالكواكب" على الجمع ويريد بها الأنواع، لأن


(١) المزمل: [١٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>