الأنواء في أكثرها كواكب عدة كالثريا والإكليل والنعائم وغير ذلك.
ومن قال:"بالكواكب" فإنما يريد به النوء ولأن في كثير من الأنواع في كل نوء كوكب واحد، كالقلب والسماك والدبران والصرفة.
والنوء في الأصل: مصدر ناء ينوء نوءًا فهو ناء إذا نهض وطلع، هذا هو في أصل الوضع وجمع النوء: الأنواء وهي أسماء المنازل الثاني والعشرين التي ينزلها القمر كل ليلة، والنوء في هذا الموضع إنما هو كناية عن السقوط والغروب إلى الطلوع، فقيل: إنه من الأضداد.
وقيل: إنما سمي الساقط نوء لأنه إذا سقط الساقط منها في المغرب مال الطالع منها في المشرق أي طلع.
قال أبو عبيد: لم يسمع في النوء أنه السقوط إلا في هذا الموضع.
وهذه المنازل تطلع كل منزلة منها مع طلوع الفجر في المشرق، إلى انقضاء ثلاث عشرة ليلة، ويغيب في المغرب عند طلوع الفجر رقبته إلى ثلاث عشرة ليلة، وهكذا كل منزلة منها إلا الجبهة فإن لها أربع عشرة ليلة، ولا يزال كذلك حتى تفرغ المنازل جميعها ويكون ذلك عند إنقضاء السنة وذلك سنة شمسية، وهي ثلاثماثة وخمسة وستون يومًا وربع يوم بالتقريب، ثم تستأنف طالعة وغاربة لابتداء السنة الأخرى، ورقبت كل منزلة وما يقابلها فإنها ثمان وعشرون منزلة فإذا قسمت نصفين كانت أربع عشرة منزلة يقابلها أربع عشرة منزلة، والسرطان رقيبة العقرب، والبطين رقيبة الزباني والإكليل رقيبة الثريا، وكذلك إلى آخرها حتى يصير السماك رقيبة الرشا.