للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسعه في إكرامهم والمدافعة عنهم، ولم يكن ذلك إعراضاً منه عليه السلام عن الاعتماد على الله، وإنما كان ذلك لتطييب قلوب الأضياف، ويجوز أنه التجأ فيما بينه وبين الله تعالى، وأظهر للأضياف التألم وضيق الصدر ـ والله أعلم ـ (شرح النووي ٢/ ١٨٥) قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى: {لو أني لي بكم قوة} بأنصار تنصرني عليكم وأعوان تعينني، أوأنضم إلى عشيرة مانعة تمنعني منكم لحلتُ بينكم وبين ما جئتم تريدونه مني في أضيافي.

وقال السدي: جند شديد، وقال قتادة: العشيرة، وقال الحسن: إلى ركن من الناس. ثروة من قومه الكثرة، والمنعة وروى ابن جرير الحديث من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وفيه: ... {ركن شديد يعني: الله تبارك وتعالى} وقوله آوى: أصير وأنضم (تفسير الطبري ١٥/ ٤١٨ - ٤٢٢).

الفوائد:

حديث ابن مسعود رضي الله عنه:

(١) جواز إخبار الإمام، وأهل الفضل بما يقال فيهم مما لايليق؛ ليحذروا القائل.

(٢) بيان ما يباح من الغيبة والنميمة؛ لأن صورتهما موجودة في صنيع ابن مسعود هذا، ولم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك أن قصد ابن مسعود كان نصح النبي صلى الله عليه وسلم وأعلامه بمن يطعن فيه ممن يظهر الإسلام، ويبطن النفاق ليحذر منه، وهذا جائز كما يجوز التجسس على الكفار؛ ليؤمن من كيدهم وقد ارتكب الرجل المذكور بما قال إثماً عظيماً فلم يكن له حرمة.

(٣) أن أهل الفضل قد يغضبهم ما يقال فيهم مما ليس فيهم ومع ذلك يتلقون ذلك بالصبر والحلم كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم اقتداء بموسى عليه السلام (الفتح ١٠/ ٥١٢).

(٤) ما كان في الأنبياء عليهم السلام من الصبر على الجهال واحتمال أذاهم، وقد جعل الله تعالى العاقبة لهم على من آذاهم (الفتح ٦/ ٤٣٨).

حديث أبي بن كعب رضي الله عنه:

(١) استحباب الرحلة في طلب العلم، وفي الاستكثار منه، وفيه فضيلة طلب العلم وأنه يستحب للعالم، وإن كان من العلم بمحل عظيم أن يأخذ ممن هو أعلم منه ويسعى إليه في تحصليه (شرح النووي ١٥/ ١٣٧).

(٢) استحباب ابتداء الإنسان بنفسه في الدعاء وشبهه من أمور الآخرة، أما حظوظ الدنيا فالأدب فيها الإيثار وتقديم غيره على نفسه (شرح النووي ١٥/ ١٤٤).

(٣) الحث على التواضع في العلم ونحوه، وأن لا يقول أحد إنه أعلم الناس بل إذا سئل عن أعلم الناس يقول: الله أعلم، واستحباب الحرص على الازدياد من العلم والرحلة فيه وتجشم المشاق في ذلك (الفتح/٨/ ٤٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>