والحفظ وقال: من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد. وقال ابن المبارك: كان صدوقاً - ثلاث مرات - وقال عاصم بن عمر بن قتادة: لا يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق. وقال أبو معاوية كان من أحفظ الناس. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق. وقال ابن سعد والعجلي: كان ثقة. وقال الخطيب: أختبره أهل الحديث فرأوا صدقاً وخيراً.
وتكلم فيه آخرون:
وأولهم: هشام بن عروة فقد قيل له: إن محمد بن إسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر فأنكر ذلك وقال: كذاب، من أين كان يدخل على امرأتي؟ وذكر أنه منذ تزوجها ما كلمت رجلا قط. وقال هشام: تركته متعمداً ولم اكتب عنه حديثاً. وقال مالك: دجال من الدجاجلة، وقال: يروي عن اليهود. وقال حماد: لولا الاضطرار ما حملنا عنه، وممن كذبه يحيى القطان فقد قالوا له: كنا عند وهب يقرأ علينا كتاب المغازي عن أبيه عن ابن إسحاق فقال تنصرفون من عنده بكذب كثير. وقد رد تكذيب هشام له: قال أحمد وما ينكر هشام لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له ولم يعلم وفي رواية: يمكن أن تكون خرجت إلى المسجد فسمع منها. وقال ابن حبان: إنه كان يسمع منها والستر بينهما مسبل أو بينهما حائل، كما كان التابعون يسمعون من عائشة من غير أن ينظروا إليها وقبل الناس أخبارهم، فالسماع به صحيح. أما كلام مالك فيه فقد اختلف في سببه فقيل إنه لخلاف بينهما سببه أن محمد بن إسحاق كان عالماً بالحجاز بأنسابهم وأيامهم، وكان يزعم أن مالكاً من موالي ذي أصبح ومالك يزعم أنه من أنفسهم فوقع بينهما مفاوضة فلما صنف مالك الموطأ قال ابن إسحاق: ائتوني به فأني بيطاره، فبلغ ذلك مالكا فقال: هذا دجال من الدجاجلة وذكر ابن حبان: أن ذلك حصل من مالك مرة واحدة ثم عاد له إلى ما يجب، وحين عزم محمد على الخروج إلى العراق تصالحا حينئذ، وما أنكر عليه مالك من أجل الحديث إنما كان ينكر عليه تتبعه غزوات النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصة خيبر وقريظة والنضير وكان يتتبعها منهم، ليعلم من غير أن يحتج بهم ومالك لا يرى الرواية إلا عن متقن صدوق فاضل يحسن ما يروي ويدري ما يحدث. وقال ابن المديني: مالك لم يجالسه ولم يعرفه، أي شيء حدث بالمدينة.
قال دحيم: إن مالكا عاب عليه القول بالقدر وهذا أول الأمور التي أخذت عليه، وقد ذكر غير واحد أنه كان قدرياً: قال يحيى القطان: كان غيلانياً، وكان يقال أهل المدينة يتقون حديثه وكان يحيى
يقول: يروي أهل العراق عنه كتابه كان تعجب وكره ذلك وقال: ما رأيت يحيى أسوأ رأياً في أحد منه في جماعة وذكره قال: لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم. وقال يزيد بن زريع: كان معتزلياً وقال ابن عيينة: ما سمعت أحدا يذكر فيه إلا القدر. وقال معقل: أتيته فسمعته يتكلم في القدر فلم أعد إليه. وقال هارون بن معروف: كان قدرياً. وقال ابن معين: كان يرى القدر. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: كان يرمى بالقدر وكان أبعد الناس منه.
كما أنه رمي بالتشيع وقد قال الجوزجاني: الناس يشتهون حديثه وكان يرمى بغير نوع من القدر.
ثانيها: التدليس: قال أحمد: كثير التدليس جدا، فكان أحسن حديثه عندي ما قال: أخبرني وسمعت. وقال: كان يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه، وكان يدلس عن الضعفاء، قال
علي: يحدث عن المجهولين بأحادث باطلة، ومثله قال محمد بن عبد الله بن نمير. قال ابن حبان: فوقع له المناكير في روايته من قبل أولئك فأما إذا بين السماع فيما يرويه فهو ثبت يحتج بروايته. وقال