يؤمر بالخشوع ـ وهو الذل والسكوت ـ لايناسب حاله أن ينظر إلى ناحية من يدعوه ويسأله بل يناسب حاله الإطراق وغض بصره أمامه (مجموع الفتاوى ٦/ ٥٧٥ - ٥٧٧).
(٨) في حديث الحارث بان وثبت وصح أن بني إسرائيل كانوا موقنين بأن لخالقهم وجهاً يقبل به إلى وجه المصلي له، ونبينا صلى الله عليه وسلم قد أعلم أمته ما أمر الله عز وجل به يحيى بن زكريا عليهما السلام أن يأمر به بني إسرائيل لتعلم وتستيقن أمته أن لله وجهاً يقبل به على وجه المصلي له كما أوحى إليه فيما أنزل عليه من الفرقان {فاينما تولوا} أي بصلاتكم {فثم وجه الله} [البقرة: ١١٥].
(التوحيد لابن خزيمة ١/ ٣٧، ٣٨).
٦٢٥ - ورد فيها حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه:
قا ل الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا إسحاق بن عيسى حدثني معن حدثني معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب قال سمعت أبا أمامة رضي الله عنه يقول: حدثني عمرو بن عبسة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن}.
وقال النسائي رحمه الله تعالى: أخبرنا عمرو بن منصور قال أنبأنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثنا معاوية بن صالح قال أخبرني أبو يحيى سُليم بن عامر وضمرة بن حبيب وأبو طلحة نُعيم بن زياد قالوا سمعنا أبا أمامة الباهلي يقول سمعت عمرو بن عبسة (١) يقول: قلت: يارسول الله هل من ساعة أقرب من الأخرى، أو هل من ساعة يبتغي ذكرها؟ . قال: {نعم إن أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله عز وجل في تلك الساعة فكن، فإن الصلاة محضورة مشهودة ... }.
التخريج:
ت: كتاب الدعوات: باب رقم ١١٩ (٥/ ٥٧٠).
س: كتاب المواقيت: النهي عن الصلاة بعد العصر (١/ ٢٧٩، ٢٨٠).
ورواه ابن خزيمة في (صحيحه ٢/ ١٨٢).
والمروزي كما في (مختصر قيام الليل /٩٣)
والحاكم في (المستدرك ١/ ٣٠٩)
وعنه البيهقي في (الكبرى ٣/ ٤)
ورواه الطبراني في (الدعاء ٢/ ٨٤٠)
ومن طريقه ابن حجر في (نتائج الأفكار ٢/ ٢٣٢، ٢٣٣)
ستتهم من طريق معاوية بن صالح عن سليم ونعيم وضمرة به.
وجاء الحديث من رواية عمرو بن عبسة رضي الله عنه بألفاظ أخرى:
فقد رواه أبو داود في (سننه: كتاب الصلاة: باب من رخص فيها - أي الصلاة بعد العصر - إذا كانت الشمس مرتفعة ٢/ ٢٥) من طريق أبي سلام عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة
أنه قال: قلت: يا رسول الله أي الليل أسمع؟ قال: {جوف الليل الآخر ... } الحديث.
(١) (وقع في السنن: ابن عنبسة وهو خطأ طباعي.