للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حجَّ آدم: حج خصمه غلبه بالحجة (النهاية/حجج/١/ ٣٤١) (المجموع المغيث ١/ ٤٠٢).

خيبتنا: الخيبة الحرمان والخسران (النهاية/ خيب/٢/ ٩٠).

الفوائد:

(١) فيه أن لله تعالى يدين خلق بهما آدم عليه السلام والملائكة لم يخلقهم بيده بل بكلمته، وأن ذلك معدود في النعم التي أنعم الله بها على آدم حين قال موسى: خلقك الله بيده، وكذلك يقال له يوم القيامة، وإنما ذكروا ذلك له في النعم التي خصه الله بها من بين المخلوقين دون التي شورك فيها فهذا بيان واضح ودليل على فضله على سائر الخلق، وقد خاطب موسى آدم عليه السلام أن الله خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه على ما هو محفوظ بين الدفتين من أعلام الله جل وعلا عباده المؤمنين أنه خلق آدم عليه السلام بيده، وأن الله خط التوراة بيده لكليمه موسى عليه السلام (التوحيد لابن خزيمة ١/ ١٠٨، ١٢٥، ١٢٦)، (مجموع الفتاوى ٤/ ٣٦٥، ٣٦٦).

(٢) أن التكليم قدر زائد على الرسالة؛ لأنها تحصل بإرسال ملك إليه أو بالوحي أما التكليم فهو باسماعه كلامه (شرح التوحيد ٢/ ٤٣٧).

(٣) ذكر الجنة وأنها موجودة قبل آدم (شرح النووي ١٦/ ٢٠٠).

(٤) اختلف في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: {فحج آدم موسى} ومن ذلك قولهم أنه حجّه؛ لأنه أبوه، وقولهم لأن آدم تاب من الذنب. والأول لامحصل فيه ألبتة ولو حجَّ الرجل أباه بحق وجب المصير إلى الحجة، وقولهم إن التائب من الذنب كمن لاذنب له ولايجوز لومه أقرب لكنه لايصح؛ لأن آدم لم يذكره، ولأن موسى أعرف بالله سبحانه وبأمره ودينه من أن يلومه على ذنب قد أخبر الله سبحانه أنه تاب عليه واجتباه بعده وهداه (شفاء العليل ١/ ٤٨، ٤٩) وانظر: (تفسيرابن كثير ١١/ ٥٠٩ - ٥١٢). ووجه الحديث أن موسى عليه السلام لم يلم أباه إلا لأجل المصيبة التي لحقتهم من أكله من الشجرة لم يلمه لمجرد كونه أذنب ذنباً وتاب منه والمؤمن مأمور عند المصائب أن يصبر ويسلّم وعند الذنوب أن يستغفر ويتوب (مجموع الفتاوى ١١/ ٢٥٩، ١٧/ ٩٦، ٣/ ١٢٢، ١٢٣) وموسى عليه السلام أعلم بالله من أن يلوم من هو دون نبي على فعل تاب منه فكيف بنبي من الأنبياء وآدم عليه السلام يعلم أن لو كان القدر حجة لم يحتج إلى التوبة، ولم يجر ما جرى من خروجه من الجنة وغير ذلك وإنما كان لومه من أجل المصيبة التي لحقتهم بآدم واللوم لأجل المصيبة التي لحقت الإنسان نوع ولأجل الذنب الذي هو حق الله نوع آخر (مجموع الفتاوى ٢/ ٣٢٥، ٣٢٦).

(٥) اختلف العلماء في وقت هذا اللفظ هل هو في زمان موسى أم في البرزخ أم لم يقع بعد وسيقع في الآخرة؟ وذهب ابن عبد البر إلى أنهما التقت أرواحهما كنحو التقاء نبينا صلى الله عليه وسلم بمن لقيه في المعراج وذلك لايحتمل التكييف، وقال مثل هذا عندي يجب فيه التسليم لأنا لم نؤت من جنس هذا العلم إلا قليلاً (التمهيد ١٨/ ١٦).

(٦) إثبات الحجاج والمناظرة، وإباحة ذلك إذا كان طلباً للحق وظهوره، وإباحة التقرير والتعريض في

معنى التوبيخ في درج الحجاج حتى تقر الحجة مقرها، وإباحة مناظرة الصغير للكبير إذا كان ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>