وقال العراقي في (تخريج الإحياء ١/ ١٧٨): إسناده صحيح رجاله رجال البخاري.
وذكر الحاكم له شاهدين هما حديث جابر، وكعب بن مالك رضي الله عنهما وأخرجهما:
الأول: قوله صلى الله عليه وسلم: {لاتعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو تماروا به السفهاء، ولا لتجيزوا به المجلس فمن فعل ذلك فالنار النار}.
والثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: {من ابتغى العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يقبل إفادة الناس إليه فإلى النار}.
وهذا الحديث أخرجه الترمذي في (سننه: كتاب العلم: باب ما جاء فيمن يطلب بعلمه الدنيا ٥/ ٣٢، ٣٣) ولفظه {من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار} وضعفه الترمذي حيث قال: هذا حديث غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه، وإسحاق بن يحيى ابن طلحة ليس بذاك القوي عندهم، تكلم فيه من قبل حفظه.
وقد رواه ابن ماجه من حديث حذيفة في (الموضع نفسه)، وحسنه الألباني في (صحيح جه/١/ ٤٨)،
وحديث جابر رضي الله عنه رواه ابن ماجه بعد حديث أبي هريرة.
قال العراقي في (تخريج الإحياء ١/ ١٧٠): إسناده على شرط مسلم.
وقال البوصيري في (الزوائد /٦٧): رجال إسناده ثقات.
وصححه الألباني في (صحيح جه/٢/ ٤٨)، وفي (صحيح الترغيب ١/ ٤٦)، وفي تعليقه على (المشكاة ١/ ٧٨). كما صحح الألباني حديث أبي هريرة في (صحيح الجامع ٢/ ١٠٦٠)، وفي (صحيح د/٢/ ٦٩٧)، وفي (صحيح جه/١/ ٤٨). ولعله صححه بالشواهد.
وقد قال الأرناؤوط في تعليقه على (صحيح ابن حبان ١/ ٢٨٠): فليح فيه كلام لكن يشهد له حديث جابر رضي الله عنه.
لكن هذا الشاهد وغيره إنما يفيد في تقوية المعنى الذي اشتمل عليه الحديث وهو الحث على الإخلاص في طلب العلم، وهو أمر مطلوب من المسلم في كل عمله، وفيه ترهيب من الرياء الذي قد يحبط العلم.
أما حديث أبي هريرة بهذا السند والمتن فضعيف يحتاج إلى ما يقويه والله أعلم.
شرح غريبه:
عَرَضاً: العَرَض ـ بالتحريك ـ متاع الدنيا وحُطامها (النهاية/عرض/٣/ ٢١٤).
عَرف الجنة: أي ريحها الطيبة، والعَرْف: الريح (النهاية/عرف/٣/ ٢١٧).